تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٥٣٣
عن اليمين وعن الشمال عزين * (37) * أيطمع كل امرى منهم أن يدخل جنة نعيم * (8 3) * * (كلا إنا خلقناهم مما يعلمون * (39) * فلا أقسم برب المشرق والمغرب إنا لقادرون * (40) * على أن نبدل خيرا منهم وما نحن بمسبوقين * (41) * فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلقوا يومهم الذي يوعدون * (42) * يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون * (43) * خشعة أبصرهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون * (44) * (71) سورة نوح مكية وآياتها 28 نزلت بعد النحل بسم الله الرحمن الرحيم إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم * (1) * قال يقوم إني لكم نذير مبين * (2) * أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون * (3) * يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون * (4) * قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا * (5) * فلم يزدهم دعاءي إلا فرارا * (6) * وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم
____________________
(عن اليمين وعن الشمال عزين) فرقا متفرقة جمع عزة وأصلها عزوة من عزاه نسبة كانوا يحفون بالرسول ويستهزؤن به وبالمؤمنين (أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم) إنكار لقولهم لئن دخل هؤلاء الجنة كما يزعمون لندخلنها قبلهم (كلا) ردع لهم (إنا خلقناهم مما يعلمون) من نطفة قذرة كسائر الناس فكيف ينكرون الخالق وقدرته على إعادته ويدعي الشرف بنفسه ويطمع في محل قدسه ولم يستكمل الإيمان والطاعة (فلا أقسم) مر مثله (1) (برب المشارق والمغارب) للشمس أو لكل نير (إنا لقادرون على أن نبدل) أي نهلكهم ونخلق بدلهم (خيرا منهم وما نحن بمسبوقين) بمغلوبين على ذلك (فذرهم يخوضوا ويلعبوا) في هواهم (حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون) فيه للجزاء (يوم يخرجون من الأجداث) القبور (سراعا) سريعين (كأنهم إلى نصب) بفتح النون وإسكان الصاد صنم أو علم نصب لهم وقرئ بضمها (يوفضون) يسرعون (خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون) وهو يوم القيامة.
(71 - سورة نوح ثمان أو تسع وعشرون) أو ثلاثون آية مكية (بسم الله الرحمن الرحيم) (إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن) بأن أو أي لتضمن الإرسال معنى القول (أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم) عاجلا وآجلا (قال يا قوم إني لكم نذير مبين أن اعبدوا الله) وحده (واتقوه) بترك معاصيه (وأطيعون) فإن طاعتي طاعته (يغفر لكم من ذنوبكم) أي بعضها مما سوى حق الناس (ويؤخركم إلى أجل مسمى) هو الأقصى المشروط بالإيمان فلم يخترمكم قلبه بالاستئصال (إن أجل الله) المسمى عنده (إذا جاء لا يؤخر) فبادروا وقت الإمهال (لو كنتم تعلمون) ذلك أو من أهل العلم لعلمتم صحبته (قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا) أي دائما متصلا (فلم يزدهم دعائي إلا فرارا) عن الإيمان (وإني كلما دعوتهم) إليه (لتغفر لهم) بسببه (جعلوا أصابعهم في آذانهم) لئلا يسمعوا دعائي (واستغشوا ثيابهم) تغطوا بها لئلا يروني...

(1) انظر الآية 75: 56 الواقعة - والآية 38: 39 الحاقة.
(2) نصب: بفتح أوله وسكون الصاد.
(٥٣٣)
مفاتيح البحث: سورة نوح (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 528 529 530 531 532 533 534 535 536 537 538 ... » »»