تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٥٢٢
الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا * (4) * ذلك أمر الله أنزله إليكم ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا * (5) * أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولت حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى * (6) * لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا * (7) * وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبنها عذابا نكرا * (8) * فذاقت وبال أمرها وكان عقبة أمرها خسرا * (9) * أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا * (10) * رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صلحا يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا * (11) * الله الذي
____________________
الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن) هو خاص بالمطلقات لأن الكلام في عدتهن وفي الموت بأبعد الأجلين (ومن يتق الله) في أحكامه (يجعل له من أمره يسرا) يسهل عليه أمره (ذلك) المذكور من الأحكام (أمر الله أنزله إليكم ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته) بحسناته (ويعظم له أجرا) بأن يضاعفه (أسكنوهن من حيث سكنتم) أي بعض مكان سكناكم (من وجدكم) من وسعكم وطاقتكم (ولا تضاروهن) بإسكانهن ما لا يليق بهن (لتضيقوا عليهن) فتضطروهن إلى الخروج (وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن) يعم الرجعية والبائن والسكنى من النفقة (فإن أرضعن لكم) الولد (فأتوهن أجورهن) ويؤذن بعدم وجوب الإرضاع على الأم بعد البينونة كما عليه الأصحاب (وأتمروا) أقبلوا الأمر (بينكم) في الأوضاع والأجر (بمعروف) بوجه جميل بلا تعاسر (وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر) ضيق (عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله) أي على قدره (لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا) تطييب لقلب الفقير ووعد له باليسر عاجلا أو آجلا (وكأين) وكم (من قرية) أي أهلها (عتت) عصت وتعدت (عن أمر ربها ورسله فحاسبناها) في الآخرة جئ بالماضي لتحققه (حسابا شديدا) بالمناقشة (وعذبناها عذابا نكرا فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا أعد الله لهم عذابا شديدا) كرر الوعيد تأكيدا وقيل الأول حساب الدنيا وعذابها وهو إحصاء ذنوبهم عند الحفظة وإهلاكهم بصيحة ونحوها (فاتقوا الله يا أولى الألباب) مرتب على الوعيد فإنه موجب للتقوى (الذين آمنوا) صفة المنادى أو بيان له (قد أنزل الله إليكم ذكرا) محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) سمي لتبليغه الذكر وهو القرآن أو مبالغة في كونه ذكرا أو مذكورا أو أريد بإنزاله إرساله (رسولا) بدل منه أو الذكر القرآن والرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أو جبرئيل (عليه السلام) (يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج) الله أو الرسول (الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات) الكفر والشك (إلى النور) الإيمان واليقين (ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله) بالياء والنون (جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا) هو نعيم الجنة ونكر تعظيما، والإفراد والجمع للفظ " من " ومعناها (الله الذي
(٥٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 517 518 519 520 521 522 523 524 525 526 527 ... » »»