تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٥٢٣
خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما * (12) * (66) سورة التحريم مدنية وآياتها 12 نزلت بعد الحجرات بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك والله غفور رحيم * (1) * قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم والله مولاكم وهو العليم الحكيم * (2) * وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير * (3) * إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصلح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير * (4) * عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا * (5) * يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس
____________________
خلق سبع سماوات و) خلق (من الأرض مثلهن) في العدد قيل هي الأقاليم وقيل الطبقات وعن الكاظم (عليه السلام) هي أرضنا وست أخرى كل منها فوق سماء وتظلها سماء من السبع (يتنزل الأمر) أمر الله وحكمه (بينهن) بين السماوات والأرضين إلى صاحب الأمر من نبي أو وصي (لتعلموا أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما) علة لخلق أو لمقدر أي أعلمكم بذلك الخلق والتنزل لتتفكروا فتعلموا كمال قدرته وعلمه (66 - سورة التحريم اثنى عشرة آية مدنية) (بسم الله الرحمن الرحيم) (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم) روي اطلعت عائشة وحفصة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو مع مارية فقال والله ما أقربها فأمره الله أن يكفر عن يمينه وقيل خلا بها في يوم عائشة أو حفصة فعاتبته فحرم مارية فنزلت وقيل شرب عسلا عند زينب فواطأت عائشة حفصة فقالتا لم نشم عندك ريح المغافير فحرم العسل فنزلت (قد فرض الله) شرع (لكم تحلة أيمانكم) تحليلها بالكفارة (والله مولاكم) متولي أموركم (وهو العليم) بمصالحكم (الحكيم) فيما يحكم به عليكم (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه) حفصة (حديثا) تحريم مارية أو العسل أو استيلاء الشيخين بعده (فلما نبأت) حفصة عائشة (به) الحديث (وأظهره الله عليه) أطلعه على إفشائه (عرف) أعلم النبي حفصة (بعضه) بعض ما ذكرت (وأعرض عن بعض) عن تعريفه تكرما (فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قالت نبأني العليم الخبير) أي الله التفات إلى خطابهما للمبالغة في توبيخهما (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) مالت عما يرضي النبي إلى ما يسخطه وعبر عن المثنى بالجمع كراهة الجمع بين الثنتين فاكتفى تثنية المضاف إليه أو إشارة إلى أن كل جزء من البدن صغى فكان أجزاء البدن قلوب (وإن تظاهرا عليه) على النبي فيما يؤذيه (فإن الله هو مولاه) ناصره (وجبريل (1) وصالح المؤمنين) وهو أميرهم علي (عليه السلام) كما رواه العامة والخاصة (والملائكة بعد ذلك) بعد نصر الله وجبرئيل وعلي (عليهما السلام) (ظهير) ظهراء له أي أعوان في نصره والكلام مسوق للمبالغة في نصره وإلا فكفى بالله وليا ونصيرا (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله (2)) بالتخفيف والتشديد (أزواجا خيرا منكن) عمم الخطاب بالتهديد زجرا لغيرهما من الأزواج عن مثل فعلهما (مسلمات) مقرات أو منقادات (مؤمنات) مصدقات أو مخلصات (قانتات) مطيعات أو خاضعات (تائبات) عن الذنوب (عابدات) لله أو متذللات للنبي (سائحات) صائمات أو مهاجرات (ثيبات وأبكارا) وسط الواو لتنافيهما بخلاف السابقات لإمكان اجتماعهما (يا أيها الذين آمنوا

(1) جبرئيل - جبرءل: بفتح أوائلهما والراء مفتوحة - جبريل: بفتح أوله وكسر الراء.
(2) يبدله: بفتح الياء وتشديد الدال بالكسر.
(٥٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 518 519 520 521 522 523 524 525 526 527 528 ... » »»