تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٥١٣
ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل * (1) * إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون * (2) * لن تنفعكم أرحامكم ولا أولدكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير * (3) * قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برؤءا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شئ ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير * (4) * ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم * (5) * لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغنى الحميد * (6) * عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم * (7) * لا ينهاكم الله عن الذين لم يقتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين * (8) * إنما ينهاكم الله عن الذين قتلوكم في الدين
____________________
ومن يفعله منكم) أي الإسرار (فقد ضل سواء السبيل) أخطأ وسطه (إن يثقفوكم) يظفروا بكم (يكونوا لكم أعداء) وإن واددتموهم (ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء) كالقتل والشتم (وودوا لو تكفرون) وتمنوا ارتدادكم (لن تنفعكم أرحامكم) أقرباؤكم (ولا أولادكم) الذين لأجلهم توادون الكفرة (يوم القيامة يفصل (1) بينكم والله بما تعملون بصير قد كانت لكم أسوة) بكسر الهمزة وضمها في الموضعين قدوة (حسنة في إبراهيم والذين معه) ممن آمن به (إذ قالوا لقومهم إنا برءآؤا (2)) جمع برئ كشريف وشرفاء (منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم) أنكرناكم وآلهتكم (وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده) لا تشركوا به شيئا (إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك) مستثنى من أسوة كأنه قيل تأسوا بأقواله إلا استغفاره للكافر فإنه كان قبل النهي أو قبل تبيين عداوته لله (وما أملك لك من الله من شئ ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير) أمر للمؤمنين بأن يقولوا ذلك أو هو من تتمة قول إبراهيم ومن معه أي وقالوا (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) ذلك أي لا تظفرهم بنا فيفتنونا أي يعذبونا (واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز) في ملكك (الحكيم) في صنعك (لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة) كرر مصدرا بالقسم تأكيدا لأمر التأسي ولذا أبدل من لكم (لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) فإنه يؤذن بأن تاركه لا يرجوهما ويؤكده (ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد) فإنه نوع وعيد (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير) على ذلك (والله غفور رحيم) بكم (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم) من أهل العهد أو من اتصف بذلك (أن تبروهم) بدل اشتمال من الذين (وتقسطوا) تقضوا (إليهم) بالقسط أي العدل (إن الله يحب المقسطين) العادلين (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين...

(1) يفصل: بضم أوله وفتح الصاد. يفصل: بضم أوله وتشديد الصاد بالفتح.
(2) برآؤا: باثبات الواو والألف بعده.
(٥١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 ... » »»