____________________
قوا أنفسكم وأهليكم) بالحمل على الطاعات والكف عن المعاصي (نارا وقودها) حطبها (الناس والحجارة) أصنامهم أو حجارة الكبريت (عليها ملائكة) خزنتها الزبانية (غلاظ شداد) في الأجرام أو الأفعال لا يرحمون أهلها (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) تصريح بما علم ضمنا للتأكيد (يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم) أي يقال لهم ذلك عند دخولهم النار أي لا ينفعكم الاعتذار (إنما تجزون ما كنتم تعملون) جزاءه (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا) ناصحة بإخلاص الندم على الذنب والعزم على عدم العود والنصح صفة التائب فإنه ينصح نفسه بالتوبة فوصفت به مجازا مبالغة أو خالصة لله أو ذات نصوح (عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار) إطماع أريد به الوجوب على عادة الملوك وعسى من الله واجب كما في الخبر (يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم) أمامهم (وبأيمانهم) ويكون بأيمانهم (يقولون) أي قائلين (ربنا أتمم لنا نورنا) أي الجنة (واغفر لنا إنك على كل شئ قدير يا أيها النبي جاهد الكفار) بالحرب (والمنافقين) بالحجة (وأغلظ عليهم) بتخشين القول والفعل (ومأواهم جهنم وبئس المصير) هي (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط) مثل حالهم في أن الوصلة بينهم وبين النبي والمؤمنين لا تدفع عنهم عقوبة كفرهم بحال الامرأتين (كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما) بنفاقهما وتظاهرهما عليهما (فلم يغنيا) الرسولان (عنهما من الله) من عذابه (شيئا وقيل) لهما (ادخلا النار مع الداخلين) من الكفار فلا يستبعد النفاق والكفر من أزواج الأنبياء (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون) مثل حالهم في أن وصلة الكفار لا تضرهم بحال آسية آمنت بموسى فعذبها فرعون (إذ قالت) حال التعذيب (رب ابن لي عندك بيتا في الجنة) فكشف لها فرأته فصبرت على العذاب (ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين) التابعين له فقبض الله روحها وقيل رفعت إلى الجنة حية (ومريم ابنة عمران) عطف على امرأة فرعون (التي أحصنت فرجها) من الرجال (فنفخنا فيه من روحنا) التي خلقناها أو من جهة روحنا جبرائيل نفخ في جيبها فحملت بعيسى (وصدقت بكلمات ربها) بشرائعه (وكتبه) الإنجيل أو جنس الكتب المنزلة (وكانت من القانتين) من جملة المطيعين والتذكير للتغليب أو المبالغة بمساواتها في الطاعة لكاملي الرجال، وفي المثلين تعريض بالامرأتين وتظاهرهما على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، أي كان من حقهما أن يكونا كآسية ومريم لا كامرأتي نوح ولوط.