تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤١
أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون * (5) * إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون * (6) * ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصرهم غشوة ولهم عذاب عظيم * (7) * ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين * (8) * يخدعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون * (9) * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون * (10) * وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون * (11) * ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون * (12) * وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون * (13) * وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن * (14) * الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون * (15) * أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى
____________________
وقر، ومن بيننا وبينك حجاب أو في الآخرة والتعبير بالماضي لتحققه ويشهد له قوله ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما وكرر الجار ليكون أدل على شدة الختم وأفرد السمع لأمن اللبس أو لمح أصله المصدر أو بتقدير حواس سمعهم أو لمناسبة لوحدة المدرك كالجمع لتكثره (ولهم عذاب عظيم) أي في الآخرة العذاب المعد للكافرين (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر) نزلت في الذين زادوا على كفرهم النفاق وتكرير الباء لادعاء الإيمان بكل على الأصالة (وما هم بمؤمنين (1)) نفي وتكذيب لما ادعوه وعدل عما آمنوا المطابق لقولهم آمنا للمبالغة لأن إخراجهم عن جملة المؤمنين أبلغ من نفي إيمانهم في الماضي ولذا أكد النفي بالباء (يخادعون يعرف نبيه نفاقهم فهو يلعنهم ويأمر المسلمين بلعنهم (ولكن لا يشعرون) بذلك مع ظهوره (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس) كسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار (قالوا أنؤمن (4) كما آمن السفهاء) المذلون أنفسهم لمحمد حتى إذا اضمحل أمرهم أهلكهم أعداؤه (ألا إنهم هم السفهاء) الأخفاء العقول والأراذل إذ عرفوا بالنفاق عند الفريقين (ولكن لا يعلمون) أن الأمر كذلك وأن الله يطلع نبيه على أسرارهم (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا) صدر القصة بيان لمذهبهم وهذه بيان لصنعهم مع المؤمنين والكفار فلا تكرير (وإذا خلوا إلى شياطينهم) أخدانهم من المنافقين المشاركين لهم في تكذيب الرسول (قالوا إنا معكم) أي في الدين والاعتقاد كما كنا وخاطبوهم بالاسمية تحقيقا لثباتهم على دينهم وأكد ب أن اعتناء بشأنه ورواجه منهم والمؤمنين بالفعلية إخبارا بإحداث الإيمان ولم يعتنوا به ولم يتوقعوا رواجه (إنما نحن مستهزؤن (5)) بالمؤمنين (الله يستهزئ (6) بهم) يجازيهم جزاء من يستهزئ به أما في الدنيا فبإجراء أحكام الإسلام عليهم وأما في الآخرة فبأن يفتح لهم وهم في النار بابا إلى الجنة فيسرعون نحوه فإذا صاروا إليه سد عليهم (ويمدهم (يمهلهم (في طغيانهم)

1 - بمؤمنين.
2 - يخدعون بضم الياء وكسر الدال.
3 - يكذبون بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال بالكسر 4 - انومن.
5 - مستهزون.
6 - يستهزى.
(٤١)
مفاتيح البحث: المرض (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»