____________________
صوت النبي) إذا خاطبتموه (ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض) فإنه ليس كأحدكم وكرر نداءهم لمزيد التذكير وإيذانا باستقلال المنادى له والاهتمام به (أن تحبط أعمالكم) علة للنهيين أي مخافة حبوطها (وأنتم لا تشعرون) بذلك (إن الذين يغضون) يخفضون (أصواتهم عند رسول الله) إجلالا له (أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى) اختبرها وجبرها للتقوى إذ الامتحان سبب للمعرفة فوضع موضعها أو ضربها بمحن التكاليف لتظهر منهم التقوى بصبرهم عليها (لهم مغفرة) لذنوبهم (وأجر عظيم) بطاعتهم (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات) يا محمد اخرج إلينا (أكثرهم لا يعقلون) إخلالهم برعاية الأدب وتوقير منصب النبوة (ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان) الصبر (خيرا لهم) في دينهم بنيل الثواب ودنياهم بأن يوصفوا بالعقل والأدب (والله غفور رحيم) لمن تاب منهم (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا (1)) اطلبوا بيان صدقه وكذبه (أن تصيبوا) كراهة إصابتكم (قوما بجهالة) جاهلين أمرهم (فتصبحوا على ما فعلتم) من الخطايا بالإصابة (نادمين واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر) الذي تريدون أن يتبع رأيكم فيه (لعنتم) لوقعتم في العنت والمشقة (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر) جحود الحق (والفسوق) الخروج عن القصد (والعصيان) ضد الإطاعة (أولئك) المستثنون (هم الراشدون) المهتدون إلى كل خير (فضلا من الله ونعمة) علة ل حبب، وكره وما بينهما اعتراض (والله عليم) بأحوالهم (حكيم) في تدبيرهم (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) جمع باعتبار المعنى (فأصلحوا بينهما) بما فيه رضا الله (فإن بغت) تعدت (إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله) ترجع إلى حكمه (فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل) قيد به الإصلاح الواقع بعد القتال لأنه مظنة الحيف (وأقسطوا) اعدلوا في كل أمر (إن الله يحب المقسطين) يرضى فعلهم ويصيبهم عليه (إنما المؤمنون إخوة) في الدين (فأصلحوا بين أخويكم) إذا تخاصما والتنبيه بحسب الأغلب (واتقوا الله) في جميع الأمور (لعلكم ترحمون) بتقواكم (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم) رجال منكم...