تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤٧٩
قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا بل كان الله بما تعملون خبيرا * (11) * بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما) * بورا * (12) * ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا اعتدنا للكافرين سعيرا * (13) * ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما * (14) * سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلم الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا * (15) * قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما * (16) * ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجرى من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما * (17) * لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل
____________________
(قل فمن يملك لكم من الله شيئا) فمن يمنعكم من مراده (إن أراد بكم ضرا) كقتل أو هزيمة (أو أراد بكم نفعا) كسلامة وغنيمة (بل كان الله بما تعملون خبيرا) فيعلم لما تخلفتم (بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا) بأن يستأصلهم العدو بل في الموضعين للانتقال من غرض إلى آخر (وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء) هذا وغيره (وكنتم قوما بورا) جمع بائر أي هالكين (ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا اعتدنا للكافرين سعيرا) نارا مسعرة ونكر تهويلا ووضع الكافرين موضع الضمير تسجيلا عليهم بالكفر (ولله ملك السماوات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما) لم يقل غفورا معذبا طبق يغفر ويعذب لأن رحمته سبقت غضبه (سيقول المخلفون) المذكورون (إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها) هي مغانم خيبر فإنه (صلى الله عليه وآله وسلم) عاد من الحديبية فغزا خيبر بمن شهد الحديبية ففتحها وخصهم بغنائمها (ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله) وهو وعده بغنائم خيبر لأهل الحديبية خاصة (قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل) قبل عودنا من الحديبية (فسيقولون) ردا لذلك (بل تحسدوننا) أن نشارككم في الغنيمة (بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا) وهو فهمهم لأمور الدنيا دون الدين (قل للمخلفين من الأعراب) المذكورين (ستدعون) يدعوكم الرسول فيما بعد (إلى قوم أولى بأس شديد) من المشركين كهوازن وثقيف وغيرهم (تقاتلونهم أو يسلمون) والنبي دعاهم بعد الحديبية إلى خيبر ومؤتة وتبوك وغيرها (فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا) هو في الدنيا الغنيمة وفي الآخرة الجنة (وإن تتولوا كما توليتم من قبل) عن الحديبية (يعذبكم عذابا أليما) في الآخرة (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) أي لا إثم عليهم في ترك الجهاد (ومن يطع الله ورسوله يدخله) بالياء والنون (جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه) بالياء والنون (عذابا أليما لقد رضي الله عن المؤمنين) الخلص (إذ يبايعونك) بالحديبية وبه سميت بيعة الرضوان (تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم) من الإخلاص...
(٤٧٩)
مفاتيح البحث: المرض (1)، الظنّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 ... » »»