تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٤٨١
لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا * (27) * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا * (28) * محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما * (29) (49) سورة الحجرات مدنية وآياتها 18 نزلت بعد المجادلة بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم * (1) * يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق
____________________
(لقد صدق الله رسوله الرؤيا) رأى (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل خروجه إلى الحديبية أنه وأصحابه دخلوا مكة آمنين محلقين ومقصرين صدقا متلبسا (بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون) مشركا أبدا (فعلم ما لم تعلموا) من الصلاح في تأخير الدخول (فجعل من دون ذلك) أي الدخول (فتحا قريبا) هو فتح خيبر (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره) ليعلي دين الحق (على الدين كله) بالحجة أو على أهل كل دين فيقهرهم وعنهم (عليهم السلام) يكون ذلك عند خروج المهدي (وكفى بالله شهيدا) بذلك (محمد رسول الله والذين معه) أصحابه الخلص (أشداء) غلاظ (على الكفار رحماء) متعاطفون فيما (بينهم تراهم ركعا سجدا) أي كثيري الصلاة (يبتغون فضلا من الله ورضوانا (1)) زيادة ثوابه ورضاه (سيماهم) علامتهم (في وجوههم من أثر السجود) وهي النور والبهاء أو الصفرة والذبول أو سمة تحدث في جباههم من من تعفيرها (ذلك الوصف المذكور (مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطاه (2)) فراخه (فآزره) فقواه وأعانه (فاستغلظ) صار غليظا (فاستوى على سوقه) استقام على قصبته (يعجب الزراع) لغلظه واستوائه وحسنه وجه الشبه أن النبي خرج وحده ثم كثروا وقووا على أحسن حال (ليغيظ بهم الكفار) علة للتشبيه (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات) أي ثبتوا على الإيمان والطاعة (منهم مغفرة) لذنوبهم (وأجرا عظيما) هو الجنة.
(49 - سورة الحجرات ثماني عشر آية مدنية) بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا) متعد حذف مفعوله ليعم كل أمر أو ترك قصدا إلى التقديم لا إلى مفعوله أو لازم أي لا تقدموا بقول أو فعل ويعضده قراءة تقدموا بالفتحات (بين يدي الله ورسوله) أصله بين جهتي يدي الإنسان والمراد لا تعجلوا بأمر قبل إذنهما فيه أو أريد بين يدي الرسول وذكر الله تعظيما له (واتقوا الله) في أوامره ونواهيه (إن الله سميع) لأقوالكم (عليم) بأفعالكم (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق...

(1) رضوانا: بضم أوله.
(2) شطاه: بفتح الطاء.
(٤٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 476 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 ... » »»