____________________
كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم) أهلكهم وأهلهم وأموالهم (وللكافرين) وضع موضع الضمير إيذانا بالعلة (أمثالها) أمثال عاقبة من قبلهم أو عقوبتهم المفهومة من التدمير (ذلك) أي نصر المؤمنين وقهر الكافرين (بأن الله مولى الذين آمنوا) ناصرهم (وأن الكافرين لا مولى لهم إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون) في الدنيا (ويأكلون كما تأكل الأنعام) منهمكين في شهواتهم معرضين عن العبر (والنار مثوى لهم) مقام ومنزل (وكأين (1)) وكم (من قرية هي أشد قوة من قريتك) مكة وأريد بالقريتين أهلهما (التي أخرجتك) أي تسببوا لخروجك (أهلكناهم فلا ناصر لهم) من الإهلاك (أفمن كان على بينة) حجة واضحة (من ربه) كالرسول ومن تبعه (كمن زين له سوء عمله) من الشرك والمعاصي (واتبعوا أهواءهم) في أعمالهم أي بينهما بون بعيد (مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن) متغير لعارض وقرئ أسن كحذر (وأنهار من لبن لم يتغير طعمه) إلى حموضة أو غيرها (وأنهار من خمر لذة للشاربين) لذيذ أو مصدر وصف به (وأنهار من عسل مصفى) خالص من الفضلات كالشمع وغيره (ولهم فيها من كل الثمرات) أصناف خالصة من العيوب (و) لهم (مغفرة من ربهم كمن) خبر محذوف أي من (هو خالد) في الجنة كمن هو خالد (في النار وسقوا) عوضا عن أشربة تلك الأنهار (ماء حميما) شديد الحر (فقطع أمعاءهم) بحره (ومنهم من يستمع إليك) إلى كلامك وهم المنافقون (حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا (2)) ما الذي قال الساعة استهزاء (أولئك الذين طبع الله على قلوبهم) إذ خلاهم واختيارهم فتمكن الكفر في قلوبهم (واتبعوا أهواءهم) في النفاق (والذين اهتدوا زادهم) الله (هدى) باللطف والتوفيق (وآتاهم تقواهم) وفقهم لها وأعطاهم جزاءها (فهل ينظرون) ما ينتظرون (إلا الساعة أن تأتيهم بغتة) فجأة (فقد جاء أشراطها) علاماتها كمبعث النبي وانشقاق القمر والدخان.