____________________
(إن المتقين في جنات ونعيم) التنكير للتعظيم (فاكهين) متلذذين (بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم) ويقال لهم (كلوا واشربوا هنيئا) أكلا وشربا هنيئا لا تنغص فيه (بما كنتم تعملون) بسببه أو مقابلة (متكئين على سرر مصفوفة) مصطفة (وزوجناهم بحور عين والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم (1) بإيمان) جعلناهم تابعين لهم وهو إيمان الآباء وكبار الذرية (ألحقنا بهم ذريتهم (2)) في درجاتهم في الجنة وإن كانوا دونهم كرامة للآباء (وما ألتناهم (3)) نقصناهم (من عملهم) من ثوابه (من شئ) بإعطاء الأبناء بل أعطينا الأبناء تفضلا منا (كل امرئ بما كسب) عمل (رهين) مرهون فإن عمل خيرا فك نفسه وإلا أوثقها (وأمددناهم) زدناهم وقتا بعد وقت (بفاكهة ولحم مما يشتهون) من أنواعهما (يتنازعون) يتعاطون بينهم (فيها) في الجنة (كأسا (4)) خمرا سميت بمحلها (لا لغو (5) فيها ولا تأثيم (6)) لا يتحدثون بباطل بسبب شربها ولا يفعلون بما يؤثمون به بخلاف خمر الدنيا (ويطوف عليهم) للخدمة (غلمان) مماليك (لهم كأنهم) في الحسن والصفا (لؤلؤ مكنون) مصون في الصدف (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) عن أحوالهم يتحدثون بنعمة ربهم وتلذذا بذكرها (قالوا إنا كنا قبل في أهلنا) في الدنيا (مشفقين) خائفين من عذاب الله (فمن الله علينا) بالرحمة والمغفرة (ووقانا عذاب السموم) أي النار النافذة في المسام (إنا كنا من قبل ندعوه) نعبده أو نسأله فضله (إنه هو البر الرحيم فذكر) فاثبت على التذكير ولا تبال بقولهم (فما أنت بنعمة (6) ربك) بسبب إنعامه عليك (بكاهن ولا مجنون) كما يزعمون (أم) بل (يقولون شاعر نتربص به ريب المنون) ما يقلق من حوادث الدهر فيهلك كما هلك الشعراء (قل تربصوا) هلاكي (فإني معكم من المتربصين) هلاككم (أم تأمرهم أحلامهم) عقولهم (بهذا) القول المنافي إذ الكاهن ذو فطنة والمجنون مغطى عقله والشاعر ذو كلام موزون مخيل وتنافيهما ظاهر وفيه توبيخ وتهكم (أم) بل (هم قوم طاغون) بعنادهم (أم يقولون تقوله) اختلق القرآن (بل لا يؤمنون) عنادا (فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين) في قولهم تقوله (أم خلقوا من غير شئ) من غير خالق (أم هم الخالقون) أنفسهم (أم خلقوا السماوات والأرض) المخلوقين قبل خلقهم ولا يعقل أثر بلا مؤثر (بل لا يوقنون) بذلك وإلا لوحدوه وأطاعوا رسوله (أم عندهم خزائن ربك) خزائن فضله وعلمه فاختارون للنوبة من شاؤوا...