تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٧٥
من المؤمنين * (47) * فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتى مثل ما أوتى موسى أولم يكفروا بما أوتى موسى من قبل قالوا سحران تظهرا وقالوا إنا بكل كافرون * (48) * قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين * (49) * فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين * (50) * ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون * (51) * الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون * (52) * وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين * (53) * أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤن بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون * (54) * وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعملنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجهلين * (55) * إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين * (56) * وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شئ رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون * (57) * وكم أهلكنا من قرية
____________________
من المؤمنين) الفاء جواب التخصيص أي إنما أرسلناك لقطع عذرهم فالقول وهو سبب الإرسال ولكن لما كانت العقوبة سببا للقول أدخلت لولا إليها وعطف القول عليها بفاء السببية إيذانا بأنهم إنما ألجأهم إلى القول العقوبة لا غير (فلما جاءهم الحق من عندنا) أي الرسول المصدق بالقرآن المعجز (قالوا) تعنتا (لولا) هلا (أوتي مثل ما أوتي موسى) من الكتاب جملة والعصا واليد وغيرها (أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل) أي أبناء جنسهم في الكفر والعناد من كفرة زمن موسى أو آبائهم إذ قيل كان للعرب أصل في أمته (قالوا سحران) أي موسى وأخوه أو موسى ومحمد وقرئ سحران مبالغة أو ذو سحر أو كتاباهما (تظاهرا) تعاونا بالسحر أو الكتابان بتقوية كل للا ~ خر والإسناد مجازي (وقالوا إنا بكل) منهما أو بكتابهما (كافرون قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما) من الكتابين (أتبعه إن كنتم صادقين) في قولكم (فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم) لا الحجة (ومن أضل) أي لا أضل (ممن اتبع هواه بغير هدى) حال أي ممنوع الألطاف (من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين) لا يلطف بهم لظلمهم (ولقد وصلنا لهم القول) أنزلنا عليهم القرآن متصلا بعضه في إثر بعض ليتصل الذكر أو متواصلا حججا وعبرا ومواعيد (لعلهم يتذكرون) إرادة أن يتعظوا (الذين آتيناهم الكتاب من قبله) قبل القرآن (هم به يؤمنون) نزلت في مؤمني أهل الكتاب أو في أربعين من مسلمي النصارى أقدموا من الحبشة ومن الشام (وإذا يتلى عليهم) القرآن (قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا) تعليل يبين موجب إيمانهم به (إنا كنا من قبله مسلمين) بيان لأن إيمانهم به متقادم قبل نزوله إذ وجدوا ذكره في كتبهم (أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا) بصبرهم على الإيمان بالكتابين أو بالقرآن قبل نزوله وبعده أو على الإيمان وأذى الكفرة (ويدرؤن بالحسنة السيئة) يدفعون بالطاعة المعصية أو بالحلم الجهل (ومما رزقناهم ينفقون) في فرض ونفل (وإذا سمعوا اللغو) السفه (أعرضوا عنه) حلما (وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم) متاركة لهم أو كلمة حلم (لا نبتغي الجاهلين) لا يزيد مخالطتهم (إنك لا تهدي من أحببت) لا تقدر على اللطف المقرب له إلى الإيمان (ولكن الله يهدي من يشاء) بلطفه (وهو أعلم بالمهتدين) القابلين للطف (وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا) نستلب منها بسرعة (أولم نمكن لهم حرما آمنا) ذا أمن بحرمة البيت فهم آمنون فيه والعرب يتغاورون حولهم (يجبى (1)) يجلب (إليه ثمرات كل شئ) من كل بلد (رزقا من لدنا) هذا وهم كفرة فكيف يسلبوا الأمن إذا ضموا إلى حرمة البيت حرمة الإسلام (ولكن أكثرهم لا يعلمون) لا يتأملون ليعلموا ذلك (وكم أهلكنا من قرية) أي أهلها...

(1) تجبى " بكسر الباء ".
(٣٧٥)
مفاتيح البحث: الظلم (1)، الصبر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 ... » »»