تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٨١
وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير * (22) * والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم * (23) * فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون * (24) * وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين * (25) * فامن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم * (26) * ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين * (27) * ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين * (28) * أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين * (29) * قال رب انصرني على القوم المفسدين * (30) * ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين * (31) * قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم
____________________
(وما لكم من دون الله من ولي) يمنعكم منه (ولا نصير) يدفع عنكم عذابه (والذين كفروا بآيات الله) دلائله أو كتبه (ولقائه) البعث (أولئك يئسوا من رحمتي) لإنكارهم البعث والجزاء أو يئسون منها يوم القيامة وعبر بالماضي لتحققه (وأولئك لهم عذاب أليم) مؤلم (فما كان جواب قومه) قوم إبراهيم (إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه) فألقوه في النار (فأنجاه) فنجاه (الله من النار) بجعلها بردا وسلاما عليه (إن في ذلك) في إنجائه (لآيات) منها منعه من حرها وسرعة إخمادها مع عظمها وجعل مكانها روضا وعدم تضرره بالرمي (لقوم يؤمنون) لأنهم المتفكرون فيها (وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا) أي لتوادوا بينكم لاجتماعكم عليها (ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا) أي يقوم التعادي والتلاعن بين العبدة أو بينهم وبين أوثانهم ويكونون عليهم ضدا (ومأواكم النار وما لكم من ناصرين) يدفعونها عنكم (فآمن له لوط) هو ابن أخته وأول مؤمن به (وقال إني مهاجر) من قومي (إلى ربي) إلى حيث أمرني ربي (إنه هو العزيز) في سلطانه (الحكيم) في صنعه (ووهبنا له إسحاق) ولدا (ويعقوب) نافلة من هرمين ولذا خصا بالذكر (وجعلنا في ذريته النبوة) فكل نبي بعده منهما (والكتاب) أي جنسه فيعم الكتب الأربعة (وآتيناه أجره في الدنيا) وهو الذرية الطيبة وثناء كل الأمم عليه (وإنه في الآخرة لمن الصالحين) أولى الدرجات العلا (ولوطا) عطف على إبراهيم (إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة) الفعلة الشنعاء (ما سبقكم بها من أحد من العالمين إنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل) باعتراض المارة بالقتل وأخذ المال أو بالفاحشة أو تقطعون سبيل النسل بإتيان الرجال دون النساء (وتأتون في ناديكم) هو المجلس ما دام أهله فيه (المنكر) كالضراط أو اللواط وكشف العورة وغير ذلك (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا) استهزاء (ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين) في استفحاش ذلك (قال رب انصرني على القوم المفسدين) بقبائحهم وسنها في الناس (ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى) بالبشارة بإسحق ويعقوب بعده (قالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية) وهي سدوم (إن أهلها كانوا ظالمين) بالكفر والمعاصي (قالوا إن فيها لوطا) جدال لهم بأن فيها من لا يظلم إشفاقا عليه (قالوا نحن أعلم...
(٣٨١)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، العزّة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»