____________________
والأرض) لإعجازه بفصاحته وتضمنه لمصالح العباد في المعاش والمعاد وإخباره بما لا يعلمه إلا علام الغيوب (إنه كان غفورا رحيما) ولذا لم يعاجلكم بما تستحقونه (وقالوا ما لهذا الرسول) أي الزاعم أنه رسول وفيه تهكم (يأكل الطعام) كما نأكل (ويمشي في الأسواق) لطلب المعاش كما نمشي زعم أنه يجب أن يكون ملكا مستغنيا عن الأكل والتعيش ثم نزلوا عن ذلك فقالوا (لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا) يصدقه ثم نزلوا عن ذلك فقالوا (أو يلقى إليه كنز) يغنيه عن طلب المعاش ثم نزلوا عن ذلك فقالوا (أو تكون له جنة) بستان (يأكل منها) ويرتزق كالدهاقين (وقال الظالمون) وضع موضع ضميرهم تسجيلا عليهم بالظلم فيما قالوا (إن) ما (تتبعون إلا رجلا مسحورا) سحر فغلب على عقله (أنظر كيف ضربوا لك الأمثال) أي قالوا فيك الأقوال النادرة (فضلوا) عن الرشد (فلا يستطيعون سبيلا) إليه أو إلى إبطال أمرك (تبارك) تكاثر خير (الذي إن شاء جعل لك) في الدنيا (خيرا من ذلك) مما قالوا (جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل (1) لك قصورا بل كذبوا بالساعة) أي بل أتوا بأعجب من تكذيبك وهو تكذيبهم بالساعة.
(واعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا) نارا شديدة الاستعار أو هو اسم لجهنم (إذا رأتهم من مكان بعيد) أي إذا كانت منهم بمرأى الناظر في البعد (سمعوا لها تغيظا) صوت تغيظ (وزفيرا) شبه صوت غليانها بصوت المغتاظ وزفيره أو يخلق لها حياة فترى وتغضب وتزفرا وذلك لزبانيتها فنسب إليها على حذف مضاف (وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا (2)) في مكان يضيق الزج في الرمح (مقرنين) قرنت أيديهم إلى أعناقهم بالأغلال (دعوا هنالك) في ذلك المكان (ثبورا) هلاكا يقولون: وا ثبوراه (لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا) لكثرة أنواع عذابكم فكل نوع ثبور أو لدوامه فكل وقت ثبور (قل أذلك) المذكور من الوعيد وصفة السعير (خير أم جنة الخلد) أضيف إليه تنبيها على خلودها (التي وعد) أي وعدها (المتقون كانت لهم) في علمه تعالى لأن وعده في تحققه كالكائن (جزاء) على أعمالهم (ومصيرا) ومرجعا (لهم فيها ما يشاؤن) من النعيم (خالدين) حال لازمة (كان) ما يشاؤن (على ربك وعدا) موعودا واجبا عليه إنجازه (مسؤولا) يسأله الناس بقولهم ربنا وآتنا ما وعدتنا والملائكة بقولهم ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم أو من حقه أن يسأل (ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله) من الملائكة وعيسى وعزير والأصنام كأنه قيل ومعبوديهم (فيقول) للمعبودين تبكيتا وإلزاما للعبدة وقرئ بالنون (أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل) أي عنه ولم يقل أضللتم أم ضلوا لأن السؤال ليس عن الفعل لأنه متحقق وإلا لما توجه العتاب بل عن متوليه فلزم إيلاءه حرف الاستفهام (قالوا سبحانك) تعجبا مما قيل لهم لأنهم ملائكة وأنبياء معصومون أو جمادات عجزة أو إيذانا بأنهم الموسومون بتسبيحه فكيف يليق بهم أن يضلوا عباده أو تنزيها لهم عن الأنداد (ما كان ينبغي لنا) يصح (أن نتخذ من دونك من أولياء) نتولاهم ونتعبدهم (ولكن متعتهم وآباءهم)
(واعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا) نارا شديدة الاستعار أو هو اسم لجهنم (إذا رأتهم من مكان بعيد) أي إذا كانت منهم بمرأى الناظر في البعد (سمعوا لها تغيظا) صوت تغيظ (وزفيرا) شبه صوت غليانها بصوت المغتاظ وزفيره أو يخلق لها حياة فترى وتغضب وتزفرا وذلك لزبانيتها فنسب إليها على حذف مضاف (وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا (2)) في مكان يضيق الزج في الرمح (مقرنين) قرنت أيديهم إلى أعناقهم بالأغلال (دعوا هنالك) في ذلك المكان (ثبورا) هلاكا يقولون: وا ثبوراه (لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا) لكثرة أنواع عذابكم فكل نوع ثبور أو لدوامه فكل وقت ثبور (قل أذلك) المذكور من الوعيد وصفة السعير (خير أم جنة الخلد) أضيف إليه تنبيها على خلودها (التي وعد) أي وعدها (المتقون كانت لهم) في علمه تعالى لأن وعده في تحققه كالكائن (جزاء) على أعمالهم (ومصيرا) ومرجعا (لهم فيها ما يشاؤن) من النعيم (خالدين) حال لازمة (كان) ما يشاؤن (على ربك وعدا) موعودا واجبا عليه إنجازه (مسؤولا) يسأله الناس بقولهم ربنا وآتنا ما وعدتنا والملائكة بقولهم ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم أو من حقه أن يسأل (ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله) من الملائكة وعيسى وعزير والأصنام كأنه قيل ومعبوديهم (فيقول) للمعبودين تبكيتا وإلزاما للعبدة وقرئ بالنون (أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل) أي عنه ولم يقل أضللتم أم ضلوا لأن السؤال ليس عن الفعل لأنه متحقق وإلا لما توجه العتاب بل عن متوليه فلزم إيلاءه حرف الاستفهام (قالوا سبحانك) تعجبا مما قيل لهم لأنهم ملائكة وأنبياء معصومون أو جمادات عجزة أو إيذانا بأنهم الموسومون بتسبيحه فكيف يليق بهم أن يضلوا عباده أو تنزيها لهم عن الأنداد (ما كان ينبغي لنا) يصح (أن نتخذ من دونك من أولياء) نتولاهم ونتعبدهم (ولكن متعتهم وآباءهم)