تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٢٥
يصهر به ما في بطونهم والجلود * (20) * ولهم مقمع من حديد * (21) * كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق * (22) * إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير * (23) * وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد * (24) * إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلنه للناس سواء العكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد) * بظلم نذقه من عذاب أليم * (25) * وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود * (26) * وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق * (27) * ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير * (28) * ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق * (29) * ذلك ومن يعظم حرمت الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان
____________________
(يصهر) يذاب (به ما في بطونهم) من الأحشاء (والجلود) فباطنهم كظاهرهم في التأثر به (ولهم مقامع من حديد) يضربون بها والمقمعة ما يقمع به أي يدرع (1) (كلما أرادوا أن يخرجوا منها) من النار (من غم) يأخذ بأنفاسهم فقاربوا الخروج (أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار) هذه حال الخصم الآخر (يحلون فيها) يلبسون حليا (من أساور) جمع أسورة وهي جمع سوار ومن ابتدائية (من ذهب) بيان لها (ولؤلؤا (2) ولباسهم فيها حرير وهدوا إلى الطيب من القول) كلمة التوحيد أو قول الحمد لله أو القرآن (وهدوا إلى صراط (3) الحميد) دين المحمود وهو الله أو طريق المحل المحمود وهو الجنة (إن الذين كفروا ويصدون) عطف على الماضي لقصد الاستمرار أو حال من واو كفروا (عن سبيل الله) عن طاعته (والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء (4)) بالرفع خبر مبتدإ (العاكف فيه) المقيم (والباد (5)) الطارئ (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم) حالان مترادفان والباء فيهما للملابسة والإلحاد عدول عن القصد وترك مفعول يرد ليعم أي من يرد فيه أمرا ما ملابسا للعدول عن القصد والظلم (نذقه من عذاب أليم) جواب من (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت) أي واذكر إذ بيناه له ليبينه (أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي (6)) من الأوثان (للطائفين) حوله (والقائمين) المقيمين عنده أو القائمين في الصلاة (والركع السجود) المصلين جمع راكع وساجد (وأذن) ناد (في الناس بالحج) بالأمر به روي أنه صعد أبا قبيس فقال: أيها الناس حجوا بيت ربكم (يأتوك رجالا (7)) مشاة جمع راجل (وعلى كل ضامر) بعير مهزول أي ركبانا (يأتين) صفة كل ضامر لأنه بمعنى الجمع (من كل فج عميق) طريق بعيد (ليشهدوا) ليحضروا (منافع لهم) دينية ودنيوية (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) هي أيام النحر الأربعة أي ليسموا الله فيها (على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) أي على ذبح ونحر ما رزقهم من الإبل والبقر والغنم هدايا أو ضحايا، وعن الصادق (عليه السلام) هو التكبير بمعنى عقيب خمس عشرة صلاة أولها ظهر العيد (فكلوا منها وأطعموا البائس) من مسه بؤس أي ضر (الفقير) المحتاج (ثم ليقضوا تفثهم) ليزيلوا شعثهم بقص الشارب والظفر وحلق الشعر والغسل إذا أحلوا (وليوفوا (8) نذورهم) ما نذروا من البر في حجتهم (وليطوفوا (9)) طواف الزيارة والنساء أو الوداع أو ما يعمها (بالبيت العتيق) القديم لأنه أول بيت وضع أو الكريم وروي أنه المعتق من الغرق ومن تسلط الجبابرة (ذلك) أي الأمر ذلك المذكور (ومن يعظم حرمات الله) أحكامه وما لا يحل هتكه من جميع التكاليف أو ما يتعلق بالحج (فهو) أي تعظيمها (خير له عند ربه) ثوابا (وأحلت لكم الأنعام) كلها أكلا (إلا ما يتلى عليكم) تحريمه في حرمت عليكم الميتة الآية (10) ونحوها (فاجتنبوا الرجس من الأوثان) من بيانية...

(1) أي يدق ظ.
(2) ولؤلؤ: بكسر آخره منونا.
(3) سراط.
(4) سواء: بضم اخره منونا.
(5) البادى.
(6) بيتي " بسكون اخره ".
(7) رجالا " بضم الراء وتشديد الجيم " اه‍ من المجمع.
(8) ليوفوا: بكسر أوله - ليوفوا: بفتح الواو الأولى وتشديد الفاء بالضم.
(9) ليطوفوا: بكسر أوله.
(10) أنظر الآية 3 من المائدة.
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»