تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٢٠
إنه من الصالحين * (75) * ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم * (76) * ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين * (77) * وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين * (78) * ففهمنها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فعلين * (79) * وعلمنه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شكرون * (80) * ولسليمان الريح عاصفة تجرى بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شئ علمين * (81) * ومن الشيطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين * (82) * وأيوب إذ نادى ربه أنى مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * (83) * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعبدين * (84) * وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصبرين * (85) * وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين * (86) * وذا النون إذ ذهب مغضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني
____________________
(إنه من الصالحين و) اذكر (نوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له) دعاءه (فنجيناه وأهله) من معه في الفلك (من الكرب العظيم) الغرق وأذى قومه (ونصرناه) متعناه أو جعلناه منتصرا أي منتقما (من القوم الذين كذبوا بآياتنا) الدالة على صدقه (إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين) بالطوفان (وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث) الزرع والكرم (إذ نفشت فيه غنم القوم) رعته ليلا (وكنا لحكمهم شاهدين) لحكم الحاكمين والخصوم عالمين حكم داود بالغنم لأهل الحرث وقال سليمان ينتفع أهل الحرث بدرها ونسلها وصوفها ويقوم أهلها على الحرث حتى يعود كما كان ثم يترادان وحكمهما بوحي من الله والثاني ناسخ للأول (ففهمناها) أي الحكومة (سليمان وكلا) منهما (آتينا حكما) حكمة أو نبوة (وعلما) بأمور الدين (وسخرنا مع داود الجبال يسبحن) ينزهن الله بإنطاقه إياها أو بلسان الحال (والطير وكنا فاعلين) لمثل ذلك وإن استغربتموه (وعلمناه صنعة لبوس) أي الدرع لأنها تلبس وكانت صفائح فحلقها وسردها (لكم لتحصنكم) أي داود أو اللبوس بالياء والتاء والنون (من بأسكم) حربكم بالسلاح (فهل أنتم شاكرون) نعمى (ولسليمان) وسخرنا له (الريح (1) عاصفة) شديدة الهبوب في عملها طيبة في نفسها كما قال رخاء أو يختلف حالها حسب إرادته (تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها) وهي الشام (وكنا بكل شئ عالمين) فلا نفعل إلا ما تقتضيه الحكمة (ومن الشياطين من يغوصون له) في البحر فيخرجون جواهره (ويعملون عملا دون ذلك) سوى الغوص من البناء وغيره (وكنا لهم حافظين) أن يمتنعوا عليه أو يفسدوا ما عملوا (وأيوب إذ نادى ربه) لما ابتلي بالضر والمرض (أني مسني (2) الضر) الجهد والشدة (وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له) نداء (وكشفنا ما به من ضر) بإذهاب مرضه (وآتيناه أهله ومثلهم معهم) بأن ولد له ضعف ما هلك أو أحياهم وولد له مثلهم (رحمة) كائنة (من عندنا) عليه (وذكرى للعابدين) ليصبروا كما صبر فيثابوا كما أثيب (وإسماعيل وإدريس وذا الكفل) قيل هو إلياس وقيل يوشع وقيل رجل صالح وليس بنبي وعن الباقر (عليه السلام) أنه نبي مرسل (كل) من المذكورين (من الصابرين) على بلاء الله وطاعته وعن معصيته (وأدخلناهم في رحمتنا) من النبوة ونعم الآخرة (إنهم من الصالحين) عملا (وذا النون) صاحب الحوت يونس بن متى (إذ ذهب مغاضبا) لقومه أي غضبان عليهم لما كان منهم وهاجر قبل أن يؤذن له (فظن أن لن نقدر عليه) نضيق عليه بشدة أي نقضي عليه ما قضيناه من حبسه ببطن الحوت (فنادى في الظلمات) ظلمة الليل والبحر وبطن الحوت (أن لا إله إلا أنت سبحانك) عما لا يليق بك (إني

(1) الرياح.
(2) مسني: بياء ساكنة.
(3) يقدر: بضم أوله وفتح الدال.
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»