تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٣٣٠
ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب * (73) * ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوى عزيز * (74) * الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير * (75) * يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور * (76) * يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون * (77) * وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير * (78) * (23) سورة المؤمنون مكية وآياتها 118 نزلت بعد الأنبياء بسم الله الرحمن الرحيم قد أفلح المؤمنون * (1) * الذين هم في صلاتهم خاشعون * (2) * والذين هم عن اللغو معرضون * (3) * والذين هم للزكاة فعلون * (4) * والذين هم
____________________
ذبابا) مع حقارته (ولو اجتمعوا له) لخلقه (وإن يسلبهم الذباب شيئا) مما عليهم من طيب وزعفران إذ كانوا يطلونهم به فيأتي الذباب فيأكله (لا يستنقذوه منه) لعجزهم فالعاجز عن ذلك كيف يشارك الخالق القادر على كل شئ (ضعف الطالب والمطلوب) العابد والمعبود أو الذباب والصنم أو عكسه (ما قدروا الله حق قدره) ما عرفوه حق معرفته إذ أشركوا به ما يعجز عن ذب الذباب عن نفسه (إن الله لقوي) قادر (عزيز) غالب فكيف يشاركه العاجز المغلوب لأضعف خلقه (الله يصطفي من الملائكة رسلا) إلى أنبيائه بالوحي (ومن الناس) رسلا إلى سائرهم (إن الله سميع) للأقوال (بصير) بالأحوال (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) ما مضى وما غير من أحوالهم (وإلى الله) إلى علمه أو تدبيره (ترجع (1) الأمور) كلها (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا) أي صلوا (واعبدوا ربكم) بكل ما تعبدكم به (وافعلوا الخير) كصلة الرحم ومكارم الأخلاق (لعلكم تفلحون) أي راجين للفوز بنعيم الجنة غير قاطعين به متكلين على أعمالكم (وجاهدوا في الله) لوجهه بخلاف النفس والهوى في طاعته وبقتال الكفرة لإقامة دينه (حق جهاده) أي جهادا حق الجهاد فيه بأن تخلصوه لوجهه أو تستفرغوا وسعكم فيه (هو اجتباكم) اختاركم لدينه (وما جعل عليكم في الدين من حرج) أي ضيق لا مخرج منه بل جعل التوبة والكفارات ورد المظالم والرخص في الضرورات مخرجا من الذنوب أولم يكلفكم ما لا تطيقون أو يصعب عليكم (ملة أبيكم إبراهيم) نصب على الإغراء والاختصاص أو بنزع الخافض (هو سماكم المسلمين من قبل) قبل القرآن في الكتب السابقة (وفي هذا) القرآن والضمير لله أو لإبراهيم (ليكون الرسول شهيدا عليكم) يوم القيامة بأنه بلغكم أو بطاعتكم أو عصيانكم (وتكونوا شهداء على الناس) بتبليغ رسلهم إليهم (فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله) وثقوا به (هو مولاكم) ناصركم ومتولي أموركم (فنعم المولى ونعم النصير).
(23 - سورة المؤمنون مائة وتسع عشرة آية مكية) بسم الله الرحمن الرحيم (قد أفلح المؤمنون) فازوا بما طلبوا وقد للتحقيق وإثبات الموقع وتقريب الماضي من الحال (الذين هم في صلاتهم خاشعون) متذللون لله (والذين هم عن اللغو) الساقط عن قول وفعل (معرضون) لا يلتفتون إليه ولا يقاربونه فضلا عن فعله (والذين هم للزكاة فاعلون) مدحهم باستكمال الطاعات البدنية من الخشوع في الصلاة وتجنب ما يجب شرعا أو عرفا تجنبه والمالية من فعل الزكاة (والذين هم... (1) ترجع: بفتح التاء وكسر الجيم.
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»