تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٨٩
الناس على مكث ونزلناه تنزيلا * (106) * قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا * (107) * ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا * (108) * ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا * (109) * قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا * (110) * وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا * (111) * (18) سورة الكهف مكية الا آية 38 ومن آية 83 إلى غاية آية 101 فمدنية وآياتها 110 نزلت بعد الغاشية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * (1) * قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا * (2) * ماكثين فيه أبدا * (3) * وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا * (4) * ما لهم به من علم ولا لابائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا * (5) * فلعلك بخع نفسك
____________________
(الناس على مكث) بالضم مهل وتثبت كي يسهل فهمه وحفظه (ونزلناه تنزيلا) منجما على حسب المصالح (قل آمنوا به أو لا تؤمنوا) تهديد (إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم) القرآن (يخرون للأذقان) يسقطون على وجوههم (سجدا) تذللا وخضوعا لله تعالى (ويقولون سبحان ربنا) تنزيها له عن خلف الوعد (إن) مخففة (كان وعد ربنا) بإنزاله وبعث محمد في كتبنا (لمفعولا) منجزا واللام فارقة (ويخرون للأذقان) كرر إيذانا بتكرير الفعل منهم ولتقييد الثاني بالحال وهي (يبكون) من خوف الله (ويزيدهم) القرآن (خشوعا) لين قلب وتواضع لله تعالى (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن (1)) نزلت حين قال المشركون وقد سمعوه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يا الله يا رحمن نهانا أن نعبد إلهين وهو يدعو إلهين أو قالت اليهود إنك لتقل ذكر الرحمن وقد أكثره الله في التوراة (أياما) أي هذين الاسمين (تدعوا) تسموا فهو حسن (فله) أي للمسمى بهما (الأسماء الحسنى) الدالة على صفات الجلال والإكرام وهذان منها (ولا تجهر بصلاتك) لا ترفع بها صوتك شديدا بحيث لا تعد مصليا (ولا تخافت بها) بحيث لا تسمع أذنيك فلا تعد قارئا (وابتغ بين ذلك) الجهر والمخافتة (سبيلا) وسطا (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك) الألوهية (ولم يكن له ولي) يواليه (من الذل) من أجل ذل به ليدفعه بموالاته أي لم يذل فيحتاج إلى ناصر (وكبره تكبيرا) عظمه تعظيما وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يعلم أهله هذه الآية.
(18 - سورة الكهف مائة وعشرة آيات مكية إلا (واصبر نفسك) الآية.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) القرآن (ولم يجعل له عوجا (2)) باختلال الألفاظ وتناقض المعنى (قيما) مستويا لا تناقض فيه أو قيما بمصالح العباد أو على الكتاب مصدقا لها وانتصابه بمقدر أي جعله قيما أو على الحال من الكتاب (لينذر) كفار قريش (بأسا) عذابا (شديدا من لدنه (3)) صادرا من عنده (ويبشر المؤمنين (4) الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا) هو الجنة بدليل (ماكثين فيه أبدا) لا إلى نهاية (وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا) كرر الإنذار مخصصا بهم لعظم كفرهم وحذف المنذر به لسبق ذكره (ما لهم به من علم) وإنما صدر عن جهل وتقليد (ولا لآبائهم) القائلين به من قبلهم (كبرت) عظمت مقالتهم هذه أو الضمير مبهم يفسره (كلمة) وهي تمييز (تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا فلعلك باخع) قاتل (نفسك...

(1) قل ادعوا الله أو أدعو الرحمن.
(2) عوجا بدون تنوين.
(3) لدنه: بسكون الدال وكسر النون والهاء.
(4) يبشر: بفتح الياء وسكون الباء.
وضم الشين والراء - المؤمنين.
(٢٨٩)
مفاتيح البحث: سورة الكهف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»