تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٩٠
آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا * (6) * إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا * (7) * وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا * (8) * أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا * (9) * إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا * (10) * فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا * (11) * ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا * (12) * نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى * (13) * وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا * (14) * هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان) * بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا * (15) * وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأوا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا * (16) *، وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له
____________________
على آثارهم) بعد توليهم عنك (إن لم يؤمنوا بهذا الحديث) القرآن (أسفا) على إيمانهم (إنا جعلنا ما على الأرض) ومن المواليد الثلاثة وغيرها (زينة لها) لأهلها (لنبلوهم) لنختبرهم (أيهم أحسن عملا) فيه وهو الأزهد فيه ومن لا يغتر به (وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا) أرضا مستوية (جرزا) لا نبات فيها (أم) بل (حسبت أن أصحاب الكهف) هم فتية هربوا من ملكهم إلى كهف وكان جبارا عاتيا (والرقيم) هو لوح من رصاص رقم فيه حديثهم وأسماؤهم أو اسم الوادي أو الجبل الذي فيه كهفهم أو قريتهم (كانوا من آياتنا عجبا) أي ما كانوا عجبا فإن خلق السماوات والأرض وما فيهن أعجب (إذ أوى) التجأ (الفتية إلى الكهف) هربا بدينهم من دقيانوس وقد ادعى الربوبية وكانوا من خواصه ويسرون الإيمان (فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة) مغفرة ورزقا وأمنا (وهيئ لنا من أمرنا رشدا) نكون به راشدين (فضربنا على آذانهم) ألقينا عليهم النعاس (في الكهف سنين عددا) ذوات عدد (ثم بعثناهم) أيقظناهم (ليعلم) ليظهر معلومنا أو لنعلم واقعا ما علمنا أنه سيقع (أي الحزبين) المختلفين في مدة لبثهم من الكتابيين والمؤمنين (أحصى (1)) فعل ماض أي ضبط (لما لبثوا) للبثهم حال من المفعول وهو (أمدا) غاية (نحن نقص عليك نبأهم بالحق) بالصدق (إنهم فتية) شباب (آمنوا بربهم وزدناهم هدى) بالتثبت (وربطنا على قلوبهم) قويناها بالألطاف فأظهروا الحق وصبروا على المشاق (إذ قاموا) بين يدي دقيانوس أو خلف المدينة (فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا) قولا ذا شطط أي بعد مفرط عن الحق أن دعونا إلها غيره (هؤلاء) مبتدأ (قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا) هلا (يأتون عليهم) على عبادتهم (بسلطان بين) بحجة ظاهرة (فمن) أي لا أحد (أظلم ممن افترى على الله كذبا) بنسبة الشريك إليه (وإذ اعتزلتموهم) خطاب بعضهم لبعض (وما يعبدون) ومعبوديهم (إلا الله) فإنهم كانوا يعبدونه والأصنام (فأووا (2) إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته) يبسطها لكم في الدارين (ويهيئ) يسهل (لكم من أمركم مرفقا (3)) ما ترتفقون به أي تنتفعون (وترى الشمس) لو رأيتها (إذا طلعت تزاور) تميل عنه (عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم) تقطعهم وتجوزهم (ذات الشمال) فلا تصيبهم فتؤذيهم لأن باب الكهف كان مستقبلا للقطب الشمالي فتميل عنهم طالعة وغاربة أو لأن الله أمالها عنهم (وهم في فجوة منه) متسع من الكهف ينالهم النسيم (ذلك) المذكور (من آيات الله) دلائل قدرته (من يهد الله) بلطفه (فهو المهتد (5) كأهل الكهف (ومن يضلل) يخذله (فلن تجد له...

(1) أحصى: بكسر الصاد.
(2) فآووا.
(3) مرفقا: بفتح الميم وكسر الفاء.
(4) تزاور: بتشديد الزاي بالفتح - تزور بسكون الزاي وتشديد الراء بالضم.
(5) المهتدى.
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»