تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٨٧
كان يوسا * (83) * قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا * (84) * ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا * (85) * ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا * (86) * إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا * (87) * قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا * (88) * ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا * (89) * وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا * (90) * أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا * (91) * أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتى بالله والملائكة قبيلا * (92) * أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتبا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا * (93) * وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا * (94) * قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا * (95) * قل كفى بالله شهيدا) * بيني
____________________
مستكبرا وقرئ ناء على القلب أو بمعنى نهض (وإذا مسه الشر) كمرض أو فقر (كان يؤسا) قنوطا من روح الله (قل كل) من المؤمن والكافر (يعمل على شاكلته) خليقته التي تخلق بها أو طريقته التي اعتادها (فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا) أوضح طريقا وأصوب دينا (ويسألونك عن الروح) التي يحيى بها بدن الإنسان (قل الروح من أمر ربي) حصل بإرادته المعبر عنها ب كن بلا مادة أو حدث بتكوينه على أن سؤالهم عن قدمه وحدوثه أو بعلمه الذي استأثر به لما قيل أن اليهود قالوا لقريش سلوه عن الروح فإن أجاب فليس نبيا وإن أبهم كما في التوراة فهو نبي وقيل الروح القرآن من أمر ربي من وحيه، وعنهم (عليهم السلام): الروح خلق أعظم من جبرائيل وميكائيل يكون مع النبي والأئمة يسددهم (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) وفوق كل ذي علم عليم (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك) أي القرآن بأن نمحوه من الصدور والمصاحف (ثم لا تجد لك به علينا وكيلا إلا رحمة من ربك) متصل كان رحمته تعالى تتوكل بالرد أو منقطع أي ولكن رحمة من ربك أبقته عليك (إن فضله كان عليك كبيرا) بإرسالك وإنزال القرآن وإبقائه عليك وغير ذلك (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن) في الفصاحة والبلاغة (لا يأتون بمثله) وفيهم الفصحاء والبلغاء (ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) معينا نزلت ردا لقولهم لو نشاء لقلنا مثل هذا (ولقد صرفنا) كررنا وبينا (للناس في هذا القرآن من كل مثل) ليعتبروا (فأبى أكثر الناس إلا كفورا) جحودا وسوغ الاستثناء معنى النفي (وقالوا) اقتراحا (لن نؤمن لك حتى تفجر (1)) بالتشديد والتخفيف (لنا من الأرض) أرض مكة (ينبوعا) عينا ينبع ماؤها (أو تكون لك جنة) بستان (من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها) وسطها (تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا (2)) حال كقطع لفظا ومعنا (أو تأتي بالله والملائكة قبيلا) كفيلا بما تدعي أو مقابلة وعيانا (أو يكون لك بيت من زخرف) ذهب (أو ترقى (3) في السماء) مراقيها (ولن نؤمن لرقيك) لو فعلته (حتى تنزل (4) علينا) منها (كتابا) يصدقك (نقرؤه قل سبحان ربي) تعجبا من تحكمهم أو تنزيها له منه (هل) ما (كنت إلا بشرا رسولا) كسائر الرسل (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى) الحجج البينة (إلا أن قالوا) إلا قالوا إنكارا (أبعث الله بشرا رسولا) وهلا بعث ملكا (قل) جوابا لهم (لو كان في الأرض ملائكة يمشون) كالبشر (مطمئنين) قاطنين (لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا) إذ لا بد من تجانس الرسل للمرسل إليهم ليمكنهم إدراكه أو التلقي منه وأما إرسال الملك إلى النبي فلتمكنه من ذلك لقوة نفسه (قل كفى بالله شهيدا بيني...

(1) تفجر: بضم التاء وفتح الفاء وتشديد الجيم بالكسر.
(2) كسفا: بسكون السين.
(3) ترقى: بكسر القاف.
(4) تنزل: بسكون النون وكسر الزاي.
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»