تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٧٨
إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم * (115) * ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلل وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * (116) * متع قليل ولهم عذاب أليم * (117) * وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون * (118) * ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهلة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم * (119) * إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين * (120) * شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم * (121) * وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين * (122) * ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين * (123) * إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون * (124) * ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين * (125) *
____________________
(إنا حرم عليكم الميتة (1) والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر (2) غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم فسر في البقرة (*) والحصر إضافي بالنسبة إلى ما حرموه على أنفسهم (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) لا ينالون خيرا (متاع قليل) أي لهم أو متاعهم متاع زائل (ولهم عذاب أليم) في الآخرة (وعلى الذين هادوا) اليهود (حرمنا ما قصصنا عليك من قبل) في الأنعام في الآية 146 (وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر (وما ظلمناهم) بالتحريم (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) بمعاصيهم الموجبة لذلك (ثم إن ربك للذين عملوا السوء) المعاصي (بجهالة) أي جاهلين بالله وبعقابه (ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا) عملهم (إن ربك من بعدها) أي التوبة (لغفور) لهم (رحيم) بهم (إن إبراهيم كان أمة) وذلك أنه كان على دين لم يكن عليه أحد غيره أو مؤتما به في الخير (قانتا لله) مطيعا له (حنيفا) مائلا إلى الدين القيم (ولم يك من المشركين) قط (شاكرا لأنعمه) جمع قلة أي قليلها فضلا عن كثيرها (اجتباه) اصطفاه (وهداه إلى صراط مستقيم) التوحيد (وآتيناه) التفات (في الدنيا حسنة) الرسالة والخلة والثناء الحسن عند سائر أهل الأديان (وإنه في الآخرة لمن الصالحين) أهل الجنة (ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا) في الدعاء إلى التوحيد (وما كان من المشركين) كرر ردا على قريش وأهل الكتاب في زعمهم أنهم على دينه (إنما جعل السبت) فرض تعظيمه (على الذين اختلفوا فيه) على نبيهم وهم اليهود إذ أمروا بتعظيم الجمعة فأبوا إلى السبت فالزموه وشدد عليهم فيه أو إنما جعل وبال السبت أي المسخ على الذين اختلفوا فيه فحرموا الصيد فيه ثم أحلوه بما احتالوا له (وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) بإثابة المطيع وتعذيب العاصي (ادع) الثقلين (إلى سبيل ربك) دينه (بالحكمة) بالحجج الكاشفة عنه (والموعظة الحسنة) الأقوال المقبولة المقنعة في الترغيب والترهيب (وجادلهم بالتي هي أحسن) طرق المناظرة كالرفق واللين في النصح (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) فهو مجازيهم.

(1) الميتة: بتشديد الياء بالفتح (2) فمن اضطر: بضم النون * انظر الآية 173 منها.
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»