وهشام عن أصحابهما عن ابن عامر. وكذا رواية خلف وخلاد عن سليم عن حمزة وكذا رواية أبى عمر، وأبى الحارث عن الكسائي، مع أن أسانيد هذه القراءات الآحادية لا يتصف واحد منها بالصحة في مصطلح أهل السنة في الإسناد فضلا عن الإمامية كما لا يخفى ذلك على ما جاس خلال الديار فيا للعجب ممن يصف هذه القراءات السبع بأنها متواترة هذا وكل واحد من هؤلاء القراء يوافق بقراءته في الغالب ما هو المرسوم المتداول بين المسلمين وربما يشذ عنه عاصم في رواية شعبة إذن فلا يحسن أن يعدل في القراءة عما هو المتداول في الرسم والمعمول عليه بين عامة المسلمين في أجيالهم إلى خصوصياته هذه القراءات، مضافا إلى أنا معاشر الشيعة الإمامية قد أمرنا بأن نقرأ كما يقرأ الناس أي نوع المسلمين وعامتهم.
ولعل ما نقول: إن غالب القراءات السبع والعشر ناشئ من سعة اللغة العربية في وضع الكلمة وهيئتها نحو عليهم وإليهم ولديهم بكسر الهاء أو ضمها مع سكون الميمم أو ضمهما. ونحو تظاهرون بفتح الظاء أو تشديدها. فعل أي قراءة قرئت أكون قارئا على العربية. ولكن كيف يخفى عليك أن تلاوة القرآن وقراءته يجب فيها وفي تحققها أن تتبع ما أوحى إلى الرسول وخوطب به عند نزوله عليه وهو واحد فعليك أن تتحراه بما يثبت به وليست قراءة القرآن عبارة عن درس معاجم اللغة.
ولا تتشبث لذلك بما روى من أن القرآن نزل على سبعة أحرف فإنه تشبث واه واهن. (أما أولا) فقد قال في الاتقان في المسألة الثانية من النوع السادس عشر: اختلف في معنى السبعة أحرف على أربعين قولا وذكر منها عن ابن حيان خمسة وثلاثين. وما ذلك إلا لوهن روايتها واضطر بها لفظا ومعنى وفي الاتقان أيضا في أواخر النوع السادس عشر: وقد ظن كثير من العوام أن المراد بها القراءات السبعة وهو جهل قبيح (وأما ثانيا) فقد روى الحاكم في مستدركه بسند صحيح على شرط البخاري ومسلم عن ابن مسعود عن النبي (ص) نزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف زاجرا وآمرا وحلالا وحراما ومحكما ومتشابها وأمثالا فأحلوا حلاله. وروى ابن جرير مرسلا عن أبي قلابة عن النبي صلى الله عليه وآله: انزل القرآن على سبعة أحرف آمر وزاجر وترغيب وترهيب وجدل وقصص ومثل. وروى ابن جرير والسنجري وابن منذر وابن الأنباري عن ابن عباس عنه (ص) أن القرآن على أربعة أحرف حلال وحرام الحديث. وأسند السنجري في الإبانة. عن علي (ع) أنزل القرآن على عشرة أحرف بشير ونذير وناسخ ومنسوخ وعظة ومثل وبحكم ومتشابه وحلال وحرام (وأما ثالثا) فقد جاء في روايات السبعة أحرف بأسانيد جياد في مصطلحهم ما يعرفك ومنها وإلحاقها بالخرافة ففي رواية أحمد من حديث أبي بكرة أن النبي (ص) استزاد من جبرائيل في أحرف القراءة حتى بلغ - سبعة أحرف. قال يعنى جبرائيل كلها شاف كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة وآية رحمة بعذاب. وزاد في حديث آخر نحو قولك: تعال وأقبل وهلم واذهب واسرع واعجل. ونحوه في رواية الطبراني عن أبي بكرة. وفي الإتقان أخرج نحوه أحمد والطبراني عن ابن مسعود وأخرج أبو داود في سنته عن أبي عن رسول الله (ص) إلى قوله حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال ليس منها إلا شاف كاف إن قلت سميعا عليما عزيزا حكيما ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب. وفي كنز العمال فيما أخرجه أحمد وابن منيع والغساني وابن أبي منصور وأبو يعلى عن أبي عن النبي (ص) إن قلت غفورا رحيما أو قلت سميعا عليما أو عليما سميعا فالله كذلك ما لم تختم آية عذاب برحمة أو رحمة بعذاب. واخرج ابن جرير عن أبي هريرة عنه (ص) ان هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرأوا ولا حرج ولكن لا تجمعوا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة وأخرج أحمد من حديث عمر القرآن كله صواب ما لم تجعل مغفرة عذابا أو عذابا مغفرة: فانظر إلى هذه الروايات المفسرة للسبعة أحرف كيف قد رخصت في التلاعب في تلاوة القرآن الكريم حسبما يشتهيه التالي ما لم يختم آية الرحمة بالعذاب وبالعكس (وأما رابعا) ففي الروايات ما يقطع سند القراءات السبع فعن ابن الأنباري في المصاحف مسندا عن عبد الرحمن السلمي قال: كانت قراءة أبى بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة. وعن ابن أبي داود مسندا عن انس قال