تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٠٧
مخرج ما تحذرون * (64) * ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن * (65) * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة) * بأنهم كانوا مجرمين * (66) * المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون * (67) * وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم * (68) * كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلقهم فاستمتعتم بخلقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون * (69) * ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون * (70) * والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
____________________
عليهم (1) على المؤمنين (سورة تنبئهم بما في قلوبهم) من الشرك فتفضحهم وقيل أظهروا الحذر فيما بينهم استهزاء (قل استهزؤا) تهديد (إن الله مخرج) مظهر (ما تحذرون) إظهاره من نفاقكم (ولئن سألتهم) عن استهزائهم بك وبالقرآن (ليقولن إنما كنا نخوض) في أمرنا لا في أمرك (ونلعب) نمزح (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا) بالأكاذيب (قد كفرتم بعد إيمانكم) إظهاركم الإيمان (إن نعف (2) عن طائفة منكم) لتوبتهم وإخلاصهم (نعذب طائفة (3) بأنهم كانوا مجرمين) مصرين على نفاقهم (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض) في الدين أي النفاق (يأمرون (4) بالمنكر) بالشرك وبالمعصية (وينهون عن المعروف) الإيمان والطاعة (ويقبضون أيديهم) عن الإنفاق في الخير (نسوا الله فنسيهم) تركوا طاعته فتركهم من لطفه (إن المنافقين هم الفاسقون) المتمردون في الكفر (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها) حال مقدرة (هي حسبهم) عقوبة (ولعنهم الله) أبعدهم من رحمته (ولهم عذاب مقيم) دائم (كالذين) أي أنتم (5) أيها المنافقون مثل الذين (من قبلكم) وفيه التفات (وكانوا أشد منكم قوة) بطشا ومنعة (وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم) بنصيبهم من شهوات الدنيا الفانية وآثروها على نعم الآخرة الباقية (فاستمتعتم) أنتم (بخلاقكم) وآثرتم الحقير الفاني على الجليل الباقي (كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم) في الباطل (كالذي) كالذين (خاضوا) أو كخوضهم (أولئك حبطت أعمالهم) فلا يثابون عليها (في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون) للدارين (ألم يأتهم (6) نبأ الذين من قبلهم قوم نوح) أهلكوا بالغرق (وعاد) وقوم هود بالريح (وثمود) وقوم صالح بالرجفة (وقوم إبراهيم) بسلب النعم ونمرود ببعوض (وأصحاب مدين) قوم شعيب بعذاب يوم الظلمة (والمؤتفكات (7)) قرى قوم لوط ائتكفت بهم أي انقلبت (أتتهم رسلهم (8) بالبينات) بالمعجزات الواضحة فكذبوهم فأهلكوا (فما كان الله ليظلمهم) بإهلاكهم (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) إذ عرضوها للهلاك بكفرهم (والمؤمنون والمؤمنات (9) بعضهم أولياء بعض) ذكروا في مقابلة أضدادهم المنافقين (يأمرون (4) بالمعروف وينهون عن المنكر

(1) عليهم - بضم الهاء.
(2) يعف - بضم أوله وفتح اخره.
(3) يعذب طائفة بضم اخره منونا.
(4) يأمرون.
(5) أي مثلكم ظ.
(6) بياتيهم.
(7) والموتفكات.
(8) رسلهم - بسكون السين.
(9) المؤمنون والمؤمنات.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»