تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٨٣
(بحث روائي) في الدر المنثور أخرج الطيالسي وعبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وابن الأنباري في المصاحف عن يحيى بن أبي كثير قال: سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن فقال: يا أيها المدثر قلت: يقولون: اقرأ باسم ربك الذي خلق؟ فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله عن ذلك، قلت له مثل ما قلت. قال جابر: لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: جاورت بحراء فلما قضيت جواري نوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئا ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا، ونظرت خلفي فلم أر شيئا فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فجثت منه رعبا فرجعت فقلت: دثروني دثروني فنزلت: " يا أيها المدثر قم فأنذر - إلى قوله - والرجز فاهجر ".
أقول: الحديث معارض بالأحاديث الاخر الدالة على كون سورة اقرأ أول ما نزل من القرآن ويؤيدها سياق سوره اقرأ، على أن قوله: " فإذا الملك الذي جاءني بحراء " يشعر بنزول الوحي عليه قبلا.
وفيه أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة: قلنا: يا رسول الله كيف نقول إذا دخلنا في الصلاة؟ فأنزل الله " فربك فكبر " فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نفتتح الصلاة بالتكبير.
أقول: وفي الرواية شئ فأبو هريرة ممن آمن بعد الهجرة بكثير والسورة مما نزل في أول البعثة فأين كان أبو هريرة أو الصحابة يومئذ؟
وفي الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث الأربعمائة: تشمير الثياب طهور لها قال الله تبارك وتعالى: " وثيابك فطهر " يعنى فشمر.
أقول: وفي المعنى عدة أخبار مروية في الكافي والمجمع عن أبي جعفر وأبي عبد الله وأبي الحسن عليهم السلام.
وفي الدر المنثور أخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والرجز فاهجر " برفع الراء، وقال: هي الأوثان.
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست