تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ١٠١
الفعل الفلاني بإرادته واختياره فالفعل اختياري ممكن بالنسبة إلى الانسان وهو بعينه متعلق الإرادة الإلهية ضروري التحقق بالنسبة إليها ولولاها لم يتحقق.
وقوله: " هو أهل التقوى وأهل المغفرة " أي أهل لان يتقى منه لان له الولاية المطلقة على كل شئ، وبيده سعادة الانسان وشقاوته، وأهل لان يغفر لمن اتقاه لأنه غفور رحيم.
والجملة أعني قوله: " هو أهل التقوى وأهل المغفرة " صالحة لتعليل ما تقدم من الدعوة في قوله: " إنه تذكرة فمن شاء ذكره " وهو ظاهر، ولتعليل قوله: " وما يذكرون إلا أن يشاء الله " فإن كونه تعالى أهل التقوى وأهل المغفرة لا يتم إلا بكونه ذا إرادة نافذة فيهم سارية في أعمالهم فليسوا بمخلين وما يهوونه وهم معجزون لله بتمردهم واستكبارهم.
(بحث روائي) في تفسير القمي في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: " بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة " وذلك أنهم قالوا: يا محمد قد بلغنا أن الرجل من بني إسرائيل كان يذنب الذنب فيصبح وذنبه مكتوب عند رأسه وكفارته.
فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: يسألك قومك سنة بني إسرائيل في الذنوب فإن شاءوا فعلنا ذلك بهم وأخذناهم بما كنا نأخذ بني إسرائيل فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كره ذلك لقومه.
أقول: والقصة لا تلائم لحن الآية والرواية لا تخلو من إيماء إلى ضعف القضة.
وفي الدر المنثور أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن السدي عن أبي صالح قال: قالوا: إن كان محمد صادقا فليصبح تحت رأس كل رجل منا صحيفة فيها براءته وأمنته من النار فنزلت: " بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة ".
أقول: سياق الآيات وما فيها من الردع لا يلائم القصة.
وفيه أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد " بل يريد كل امرئ منهم ان يؤتى صحفا منشرة " قال: إلى فلان بن فلان من رب العالمين يصبح عند رأس كل رجل صحيفة موضوعة يقرؤها.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست