تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٣١٨
أقول: قوله: (فلما كان يوم اليمامة قتل) من كلام الراوي يريد أنه استشهد يوم اليمامة فكان ذلك تصديق قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والرواية مروية بطرق مختلفة أخرى باختلاف يسير.
وفيه أخرج البخاري في الأدب وابن أبي الدنيا والبيهقي عن داود بن قيس قال:
رأيت الحجرات من جريد النخل مغشى من خارج بمسوح الشعر وأظن عرض الباب من باب الحجرة إلى باب البيت نحوا من ستة أو سبعة أذرع وأحزر (1) البيت الداخل عشرة أذرع، وأظن سمكه بين الثمان والسبع.
أقول: وروى مثل صدره عن ابن سعد عن عطاء الخراساني قال: أدركت حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من جريد النخل على أبوابها المسوح من شعر أسود. الحديث.
وفيه أخرج أحمد وابن أبي حاتم والطبراني وابن منده وابن مردويه بسند جيد عن الحارث بن ضرار الخزاعي قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدعاني إلى الاسلام فدخلت فيه وأقررت به، ودعاني إلى الزكاة فأقررت بها. قلت: يا رسول الله أرجع إلى قومي فأدعوهم إلى الاسلام وأداء الزكاة فمن استجاب لي وترسل إلي يا رسول الله رسولا إبان كذا وكذا لتأتيك ما جمعت من الزكاة.
فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له وبلغ الا بان الذي أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يبعث إليه احتبس الرسول فلم يأت فظن الحارث أنه قد حدث فيه سخطه من الله ورسوله فدعا بسروات قومه فقال لهم: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان وقت لي وقتا يرسل إلي رسوله ليقبض ما كان عندي من الزكاة وليس من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخلف ولا أرى حبس رسوله إلا من سخطة فانطلقوا فنأتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوليد بن عقبة إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من الزكاة فلما أن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرق فرجع فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إن الحارث منعني الزكاة وأراد قتلي فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم البعث إلى الحارث.
فأقبل الحارث بأصحابه حتى إذا استقبل البعث وفصل عن المدينة لقيهم الحارث

(1) كذا في الأصل ولعله جمع خرير بالخاء العجمة وهو المكان المطمئن.
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»
الفهرست