تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٢٧٧
ويعذب من يشاء وكان الله غفورا رحيما - 14. سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا - 15. قل للمخلفين من الاعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما - 16. ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتول يعذبه عذابا أليما - 17.
(بيان) فصل ثالث من الآيات متعرض لحال الاعراب الذين قعدوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفرة الحديبية ولم ينفروا إذا استنفرهم وهم على ما قيل أعراب حول المدينة من قبائل جهينة ومزينة وغفار وأشجع وأسلم ودئل فتخلفوا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يصاحبوه قائلين: إن محمدا ومن معه يذهبون إلى قوم غزوهم بالأمس في عقر دارهم فقتلوهم قتلا ذريعا، وإنهم لن يرجعوا من هذه السفرة ولن ينقلبوا إلى ديارهم وأهليهم أبدا.
فأخبر الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم في هذه الآيات أنهم سيلقونك ويعتلون في قعودهم باشتغالهم بالأموال والأهلين ويسألونك أن تستغفر الله لهم، وكذبهم الله فيما قالوا وذكر أن السبب في قعودهم غير ذلك وهو ظنهم السوء، وأخبر أنهم سيسألونك
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»
الفهرست