تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٢٧٢
هو؟ قال: الايمان بالله الذي لا إله إلا هو أعلى الأعمال درجة وأشرفها منزلة وأسناها حظا.
قال: قلت: ألا تخبرني عن الايمان أقول هو وعمل أم قول بلا عمل؟ قال:
الايمان عمل كله والقول بعض ذلك العمل بفرض من الله بين في كتابه واضح نوره ثابتة حجته يشهد له به الكتاب ويدعوه إليه. قال: قلت: صف لي جعلت فداك حتى أفهمه قال: الايمان حالات ودرجات وصفات ومنازل فمنه التام المنتهي تمامه ومنه الناقص المبين نقصانه ومنه الراجح الزائد رجحانه.
قلت: إن الايمان ليتم وينقص ويزيد؟ قال: نعم. قلت: كيف ذلك؟ قال:
لان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها فليس من جوارحه جارحة إلا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت به أختها فمن لقي الله عز وجل حافظا لجوارحه موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عز وجل عليها لقي الله مستكملا لايمانه وهو من أهل الجنة، ومن خان في شئ منها أو تعدى ما أمر الله عزو جل فيها لقي الله عز وجل ناقص الايمان.
قلت: وقد فهمت نقصان الايمان وتمامه فمن أين جاءت زيادته؟ فقال: قول الله عز وجل: (وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم)، وقال: (نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى).
ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لاحد منهم فضل على الاخر ولاستوت النعم فيه، ولاستوى الناس وبطل التفضيل ولكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة، وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله، وبالنقصان دخل المفرطون النار.
* * * إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا - 8. لتؤمنوا بالله
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»
الفهرست