تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٢٧٠
صلى الله عليه وآله وسلم تناشده الله والرحم لما أرسل إليهم فمن أتاه منهم فهو آمن فأرسل صلى الله عليه وآله وسلم إليهم فأتوه.
وفي تفسير القمي في حديث طويل أوردنا صدره في أول البحث قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه - بعد ما كتب الكتاب -: انحروا بدنكم واحلقوا رؤوسكم فامتنعوا وقالوا: كيف ننحر ونحلق ولم نطف بالبيت ولم نسع بين الصفا والمروة فاغتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشكا ذلك إلى أم سلمة فقالت: يا رسول الله انحر أنت واحلق فنحر رسول الله وحلق فنحر القوم على حيث يقين وشك وارتياب.
أقول: وهو مروي في روايات أخر من طرق الشيعة وأهل السنة. وهذا الذي رواه الطبرسي مأخوذ مع تلخيص ما عما رواه البخاري وأبو داود والنسائي عن مروان والمسور.
وفي الدر المنثور أخرج البيهقي عن عروة قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الحديبية راجعا فقال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والله ما هذا بفتح لقد صددنا عن البيت وصد هدينا وعكف رسول الله بالحديبية ورد رجلين من المسلمين خرجا.
فبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قول رجال من أصحابه: إن هذا ليس بفتح فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بئس الكلام. هذا أعظم الفتح لقد رضي المشركون أن يدفعوكم بالراح عن بلادهم ويسألوكم القضية ويرغبون إليكم في الإياب وقد كرهوا منكم ما كرهوا، وقد أظفركم الله عليهم ورد كم سالمين غانمين مأجورين فهذا أعظم الفتح.
أنسيتم يوم أحد إذ تصعدون ولا تلوون على أحد وأنا أدعوكم في أخراكم؟ أنسيتم يوم الأحزاب إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا؟
قال المسلمون: صدق الله ورسوله هو أعظم الفتوح والله يا نبي الله ما فكرنا فيما فكرت فيه ولأنت أعلم بالله وبالأمور منا فأنزل الله سورة الفتح.
أقول: والأحاديث في قصة الحديبية كثيرة وما أوردناه طرف منها.
وفي تفسير القمي بإسناده إلى عمر بن يزيد بياع السابري قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام قول الله في كتابه: (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) قال: ما كان له ذنب ولا هم بذنب ولكن الله حمله ذنوب شيعته ثم غفر لها.
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»
الفهرست