ثم جعل على العباد حفظة وعلى الكتاب خزانا تحفظه ينسخون كل يوم من الخزان عمل ذلك اليوم فإذا فنى ذلك الرزق انقطع الامر وانقضى الاجل أتت الحفظة الخزنة يطلبون عمل ذلك اليوم فيقول لهم الخزنة: ما نجد لصاحبكم عندنا شيئا فيرجع الحفظة فيجدونهم قد ماتوا.
قال ابن عباس: ألستم قوما عربا؟ تسمعون الحفظة يقولون: (إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) وهل يكون الاستنساخ إلا من أصل.
أقول: والخبر كما ترى يجعل الآية من كلام الملائكة الحفظة.
وفيه أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال: يستنسخ الحفظة من أم الكتاب ما يعمل بنو آدم فإنما يعمل الانسان على ما استنسخ الملك من أم الكتاب.
وعن كتاب سعد السعود لابن طاوس قال بعد ذكر الملكين الموكلين بالعبد: وفي رواية أنهما إذا أرادا النزول صباحا ومساء ينسخ لهما إسرافيل عمل العبد من اللوح المحفوظ فيعطيهما ذلك فإذا صعدا صباحا ومساء بديوان العبد قابله إسرافيل بالنسخ التي انتسخ لهما حتى يظهر أنه كان كما نسخ منه.
وفي الجمع في قوله تعالى: (وله الكبرياء في السماوات والأرض) وفي الحديث يقول الله: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدة منهما ألقيته في نار جهنم.
أقول: ورواه في الدر المنثور عن مسلم وأبي داود وابن ماجة وغير هم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.