وقد كرر (الرب) فقال: رب السماوات ورب الأرض ثم أبدل منهما قوله:
(رب العالمين) ليأتي بالتصريح بشمول الربوبية للجميع فلو جئ برب العالمين واكتفى به أمكن أن يتوهم أنه رب المجموع لكن للسماوات خاصة رب آخر وللأرض وحدها رب آخر كما ربما قال بمثله الوثنية، وكذا لو اكتفى بالسماوات والأرض لم يكن صريحا في ربوبيته لغيرهما، وكذا لو اكتفى بإحداهما.
قوله تعالى: (وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) الكبرياء على ما عن الراغب: الترفع عن الانقياد، وعن ابن الأثير: العظمة والملك وفي المجمع السلطان القاهر والعظمة القاهرة والعظمة والرفعة.
وهي على أي حال أبلغ معنى من الكبر وتستعمل في العظمة غير الحسية ومرجعه إلى كمال وجوده ولا تناهي كماله.
وقوله: (وله الكبرياء في السماوات والأرض) أي له الكبرياء في كل مكان فلا يتعالى عليه شئ فيهما ولا يستصغره شئ وتقديم الخبر في (له الكبرياء) يفيد الحصر كما في قوله: (فلله الحمد).
وقوله: (وهو العزيز الحكيم) أي الغالب غير المغلوب فيما يريد من خلق وتدبير في الدنيا والآخرة والباني خلقه وتدبيره على الحكمة والاتقان.
(بحث روائي) في تفسير القمي في قوله تعالى: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) قال: نزلت في قريش كلما هووا شيئا عبدوه.
وفي الدر المنثور أخرج النسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال: كان الرجل من العرب يعبد الحجر فإذا رأى أحسن منه أخذه وألقى الاخر فأنزل الله (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه).
وفي الجمع في قوله تعالى: (وما يهلكنا إلا الدهر) وقد روي في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر.
أقول: قال الطبرسي بعد إيراد الحديث: وتأويله أن أهل الجاهلية كانوا ينسبون