وعذاب - 41. أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب - 42.
ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب - 43.
وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنت إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب - 44. واذكر عبادنا إبراهيم وإسحق ويعقوب أولي الأيدي والابصار - 45. إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار - 46.
وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار - 47. واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الأخيار - 48.
(بيان) القصة الثالثة مما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يصبر ويذكرها وهي قصة أيوب النبي عليه السلام وما ابتلي به من المحنة ثم أكرمه الله بالعافية والعطية. ثم الامر بذكر إبراهيم وخمسة من ذريته من الأنبياء عليه السلام.
قوله تعالى: " واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب " دعاء منه عليه السلام وسؤال للعافية وأن يكشف عنه ربه ما أصابه من سوء الحال، ولم يصرح بما يريده ويسأله تواضعا وتذللا غير أن نداءه تعالى بلفظ ربي يشعر بأنه يناديه لحاجة.
والنصب التعب، وقوله: " إذ نادى " الخ بدل اشتمال من " عبدنا " أو " أيوب " وقوله: " أني مسني " الخ حكاية ندائه.
والظاهر من الآيات التالية أن مراده من النصب والعذاب ما أصابه من سوء الحال في بدنه وأهله وهو الذي ذكره عنه عليه السلام في سورة الأنبياء من ندائه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين بناء على شمول الضر مصيبته في نفسه وأهله ولم يشر في هذه السورة ولا في سورة الأنبياء إلى ذهاب ماله وإن وقع ذكر المال في الروايات.