تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٨٦
* * * ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربى أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين - 85. وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب الا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا للكافرين - 86. ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين - 87. ولا تدع مع الله إلها آخر لا آله الا هو كل شئ هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون - 88.
(بيان) الآيات خاتمة السورة وفيها وعد جميل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الله سبحانه سيمن عليه برفع قدره ونفوذ كلمته وتقدم دينه وانبساط الامن والسلام عليه وعلى المؤمنين به كما فعل ذلك بموسى وبنى إسرائيل، وقد كانت قصة موسى وبنى إسرائيل مسوقة في السورة لبيان ذلك.
قوله تعالى: (ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) إلى آخر الآية الفرض - على ما ذكره - بمعنى الايجاب فمعنى (فرض عليك القرآن) أي أوجب عليك العمل به أي بما فيه من الاحكام ففيه مجاز في النسبة.
وأحسن منه قول بعضهم: ان المعنى أوجب عليك تلاوته وتبليغه والعمل به وذلك لكونه أوفق لقوله: (لرادك إلى معاد) بما سيجئ من معناه.
وقوله: (لرادك إلى معاد) المعاد اسم مكان أو زمان من العود وقد اختلفت كلماتهم في تفسير هذا المعاد فقيل: هو مكة فالآية وعد له أن الله سيرده بعد هجرته
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست