تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٧٥
ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون - 82. تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين - 83. من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات الا ما كانوا يعملون - 84.
(بيان) قصة قارون من بني إسرائيل ذكرها الله سبحانه بعد ما حكى قول المشركين:
(ان نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا) وأجاب عنه بما مر من الأجوبة ليعتبروا بها فقد كانت حاله تمثل حالهم ثم أداه الكفر بالله إلى ما أدى من سوء العاقبة فليحذروا أن يصيبهم مثل ما أصابه، فقد آتاه الله من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة أولى القوة فظن أنه هو الذي جمعه بعلمه وجودة فكره وحسن تدبيره فأمن العذاب الإلهي وآثر الحياة الدنيا على الآخرة وبغى الفساد في الأرض فخسف الله به وبداره الأرض فلما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين.
قوله تعالى: (ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة أولى القوة) قال في المجمع: البغى طلب العتو بغير حق.
قال: والمفاتح جمع مفتح والمفاتيح جمع مفتاح ومعناهما واحد وهو عبارة عما يفتح به الاغلاق. قال: وناء بحمله ينوء نوءا إذا نهض به مع ثقله عليه. انتهى. وقال غيره:
ناء به الحمل إذا أثقله حتى أماله وهو الأوفق للآية.
وقال في المجمع أيضا: العصبة الجماعة الملتف بعضها ببعض. وقال: واختلف في معنى العصبة فقيل: ما بين عشرة إلى خمسة عشر عن مجاهد، وقيل: ما بين عشرة
(٧٥)
مفاتيح البحث: الرزق (1)، الجماعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست