تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٣٦٨
إليه إذ حانت منه التفاتة فإذا رجل معه في القبة قال له: من أنت؟ قال: أنا الذي لا أقبل الرشا ولا أهاب الملوك أنا ملك الموت. فقبضه وهو قائم متكئ على عصاه في القبة والجن ينظرون إليه.
قال: فمكثوا سنة يدأبون له حتى بعث الله عز وجل الأرضة فأكلت منسأته وهي العصا، فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين الحديث.
أقول: وبقاؤه ع على حال القيام متكئا على عصاه سنة وارد في عدة من روايات الشيعة وأهل السنة.
وفى المجمع في الحديث عن فروة بن مسيك قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن سبأ أرجل هو أم امرأة؟ فقال: هو رجل من العرب ولد عشرة تيامن منهم ستة وتشاؤم أربعة فأما الذين تيامنوا فالأزد وكندة ومذحج والأشعرون وأنمار وحمير فقال رجل من القوم: ما أنمار؟ قال: الذين منهم خثعم وبجيلة. وأما الذين تشاءموا فعاملة وجذام ولخم وغسان.
أقول: ورواه في الدر المنثور عن عدة من أرباب الجوامع والسنن عنه صلى الله عليه وآله وسلم والمراد بالتيامن والتشاؤم السكونة باليمن والشام.
وفى الكافي باسناده عن سدير قال: سأل رجل أبا عبد الله ع عن قول الله عز وجل: (قالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم) الآية فقال: هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض وأنهار جارية وأموال ظاهرة فكفروا نعم الله عز وجل وغيروا ما بأنفسهم من عافية الله فغير الله ما بهم من نعمه والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فأرسل الله عليهم سيل العرم ففرق قراهم وخرب ديارهم وذهب بأموالهم وأبدلهم مكان جنانهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل ثم قال: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي الا الكفور).
أقول: وورد في عدة من الروايات أن القرى التي بارك الله فيها هم أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم والقرى الظاهرة هم الوسائط بينهم وبين الناس من حملة أحاديثهم وغيرهم، وهو من بطن القرآن وليس من التفسير في شئ.
(٣٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 ... » »»
الفهرست