تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٣٤٦
(بيان) آيات تذكر شأن الساعة وبعض ما يجرى على الكفار من عذابها وتأمر المؤمنين بالقول السديد وتعدهم عليه وعدا جميلا ثم تختتم السورة بذكر الأمانة.
قوله تعالى: (يسألك الناس عن الساعة قل انما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا) تذكر الآية سؤال الناس عن الساعة وانما كانوا يريدون أن يقدر لهم زمن وقوعها وأنها قريبة أو بعيدة كما يومى إليه التعبير عنها بالساعة فامر أن يجيبهم بقصر العلم بها في الله سبحانه وعلى ذلك جرت الحال كلما ذكرت في القرآن.
وقوله: (وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا) زيادة في الابهام وليعلموا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل غيره في عدم العلم بها وليس من الستر الذي أسره إليه وستره من الناس.
قوله تعالى: (ان الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا) لعن الكفار ابعادهم من الرحمة، والاعداد التهيئة، والسعير النار التي أشعلت فالتهبت، والباقي ظاهر.
قوله تعالى: (خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا) الفرق بين الولي والنصير أن الولي يلي بنفسه تمام الامر والمولى عليه بمعزل، والنصير يعين المنصور على بعض الامر وهو اتمامه فالولي يتولى الامر كله والنصير يتصدى بعضه، والباقي ظاهر.
قوله تعالى: (يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا) تقلب وجوههم في النار تحولها لحال بعد حال فتصفر وتسود وتكون كالحة أو انتقالها من جهة إلى جهة لتكون أبلغ في مس العذاب كما يفعل باللحم المشوي.
وقولهم: (يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا) كلام منهم على وجه التحسر والتمني.
قوله تعالى: (وقالوا ربنا انا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا) السادة جمع سيد وهو - على ما في المجمع - المالك المعظم الذي يملك تدبير السواد الأعظم وهو الجمع الأكثر، والكبراء جمع كبير ولعل المراد به الكبير سنا فالعامة تطيع وتقلد أحد رجلين اما سيد القوم واما أسنهم.
قوله تعالى: (ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا) الضعفان المثلان
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»
الفهرست