تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٣٤٤
وآل محمد فان الله تعالى يقبل دعاءكم عند ذكر محمد ودعاءكم وحفظكم إياه إذا قرأتم (ان الله وملائكته يصلون على النبي) فصلوا عليه في الصلاة كنتم أو في غيرها.
وفى الدر المنثور أخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن كعب ابن عجرة قال: قال رجل: يا رسول الله أما السلام عليك فقد علمناه فكيف الصلاة عليك؟ قال: قل: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد.
أقول: وقد أورد ثماني عشرة حديثا غير هذه الرواية تدل على تشريك آل النبي معه في الصلاة روتها أصحاب السنن والجوامع عن عدة من الصحابة منهم ابن عباس وطلحة وأبو سعيد الخدري وأبو هريرة وأبو مسعود الأنصاري وبريدة وابن مسعود وكعب بن عجرة وعلي عليه السلام وأما روايات الشيعة فهي فوق حد الاحصاء.
وفيه أخرج أحمد والترمذي عن الحسن بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
البخيل من ذكرت عنده فلم يصل على.
وفى تفسير القمي في قوله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) فإنه كان سبب نزولها أن النساء كن يخرجن إلى المسجد ويصلين خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا كان الليل وخرجن إلى صلاة المغرب والعشاء الآخرة يقعد الشباب لهن في طريقهن فيؤذونهن ويتعرضون لهن فأنزل الله:
(يا أيها النبي) الآية.
وفى الدر المنثور أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أم سلمة قالت: لما نزلت هذه الآية (يدنين عليهن من جلابيبهن) خرج نساء الأنصار كان على رؤوسهن الغربان من أكسية سود يلبسنها.
وفى تفسير القمي في قوله تعالى: (لئن لم ينته المنافقون) نزلت في قوم منافقين كانوا في المدينة يرجفون برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا خرج في بعض غزواته يقولون: قتل وأسر فيغتم المسلمون لذلك ويشكون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله عز وجل في ذلك (لئن لم ينته - إلى قوله - الا قليلا) أي نأمرك باخراجهم من المدينة الا قليلا.
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 339 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 ... » »»
الفهرست