تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٣٢١
(بيان) الآيات أعني قوله: (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه - إلى قوله - وكان الله بكل شئ عليما) في قصة تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بزوج مولاه زيد الذي كان قد اتخذه ابنا، ولا يبعد أن تكون الآية الأولى أعني قوله: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة) الآية، مرتبطة بالآيات التالية كالتوطئة لها.
قوله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) الخ، يشهد السياق على أن المراد بالقضاء هو القضاء التشريعي دون التكويني فقضاء الله تعالى حكمه التشريعي في شئ مما يرجع إلى أعمال العباد أو تصرفه في شأن من شؤنهم بواسطة رسول من رسله، وقضاء رسوله هو الثاني من القسمين وهو التصرف في شأن من شؤون الناس بالولاية التي جعلها الله تعالى له بمثل قوله: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم).
فقضاؤه صلى الله عليه وآله وسلم قضاء منه بولايته وقضاء من الله سبحانه لأنه الجاعل لولايته المنفذ أمره، ويشهد سياق قوله: (إذا قضى الله ورسوله أمرا) حيث جعل الامر الواحد متعلقا لقضاء الله ورسوله معا، على أن المراد بالقضاء التصرف في شؤون الناس دون الجعل التشريعي المختص بالله.
وقوله: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة) أي ما صح ولا يحق لاحد من المؤمنين والمؤمنات أن يثبت لهم الاختيار من أمرهم بحيث يختارون ما شاؤوا وقوله: (إذا قضى الله ورسوله أمرا) ظرف لنفى الاختيار.
وضميرا الجمع في قوله: (لهم الخيرة من أمرهم) للمؤمن والمؤمنة المراد بهما جميع المؤمنين والمؤمنات لوقوعهما في حيز النفي ووضع الظاهر موضع المضمر حيث قيل:
(من أمرهم) ولم يقل: أن يكون لهم الخيرة فيه للدلالة على منشأ توهم الخيرة وهو انتساب الامر إليهم.
والمعنى: ليس لأحد من المؤمنين والمؤمنات إذا قضى الله ورسوله بالتصرف في
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»
الفهرست