تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٢٤
قال ذلك بيني وبينك أيما الأجلين قضيت فلا عدوان على والله على ما نقول وكيل - 28.
(بيان) فصل ثالث من قصته عليه السلام يذكر فيه خروجه من مصر إلى مدين عقيب قتله القبطي خوفا من فرعون وتزوجه هناك بابنة شيخ كبير لم يسم في القرآن لكن تذكر روايات أئمة أهل البيت عليهم السلام وبعض روايات أهل السنة أنه هو شعيب النبي المبعوث إلى مدين.
قوله تعالى: (ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربى أن يهديني سواء السبيل) قال في المجمع: تلقاء الشئ حذاؤه، ويقال: فعل ذلك من تلقاء نفسه أي من حذاء داعي نفسه. وقال: سواء السبيل وسط الطريق انتهى.
ومدين - على ما في مراصد الاطلاع - مدينة قوم شعيب وهي تجاه تبوك على بحر القلزم بينهما ست مراحل وهي أكبر من تبوك وبها البئر التي استقى منها موسى لغنم شعيب عليهما السلام انتهى، ويقال: انه كان بينهما وبين مصر مسيرة ثمان وكانت خارجة من سلطان فرعون ولذا توجه إليها.
والمعنى: ولما صرف وجهه بعد الخروج من مصر حذاء مدين قال: أرجو من ربى أن يهديني وسط الطريق فلا أضل بالعدول عنه والخروج منه إلى غيره.
والسياق - كما ترى - يعطى أنه عليه السلام كان قاصدا لمدين وهو لا يعرف الطريق الموصلة إليها فترجى أن يهديه ربه.
قوله تعالى: (ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون) الخ الذود الحبس والمنع، والمراد بقوله: (تذودان) أنهما يحبسان أغنامهما من أن ترد الماء أو تختلط بأغنام القوم كما أن المراد بقوله: (يسقون) سقيهم أغنامهم ومواشيهم، والرعاء جمع الراعي وهو الذي يرعى الغنم.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست