تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٢٩
وأيضا عن ليث عن أبي جعفر عليه السلام مثله، وفى نهج البلاغة مثله ولفظه والله ما سأله الا خبزا يأكله.
وفى الدر المنثور أخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لما سقى موسى للجاريتين ثم تولى إلى الظل فقال: رب انى لما أنزلت إلى من خير فقير قال: انه يومئذ فقير إلى كف من تمر.
وفى تفسير القمي قال: قالت إحدى بنات شعيب: يا أبت استأجره ان خير من استأجرت القوى الأمين، فقال لها شعيب عليه السلام: أما قوته فقد عرفتنيه أنه يستقى الدلو وحده فبم عرفت أمانته؟ فقالت: انه لما قال لي: تأخري عنى ودليني على الطريق فأنا من قوم لا ينظرون في أدبار النساء عرفت أنه ليس من الذين ينظرون أعجاز النساء فهذه أمانته.
أقول: وروى مثله في المجمع عن علي عليه السلام.
وفى المجمع وروى الحسن بن سعيد عن صفوان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: رسائل أيتهما التي قالت: ان أبى يدعوك؟ قال: التي تزوج بها. قيل: فأي الأجلين قضى؟
قال: أوفاهما وأبعدهما عشر سنين. قيل: فدخل بها قبل أن يمضى الشرط أو بعد انقضائه؟ قال: قبل أن ينقضي. قيل له: فالرجل يتزوج المرأة ويشترط لأبيها إجارة شهرين أيجوز ذلك؟ قال: ان موسى علم أنه سيتم له شرطه. قيل: كيف؟
قال: علم أنه سيبقى حتى يفي.
أقول: وروى قضاء عشر سنين في الدر المنثور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعدة طرق.
وفى تفسير العياشي وقال الحلبي: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن البيت أكان يحج قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: نعم وتصديقه في القرآن قول شعيب حين قال لموسى عليهما السلام حيث تزوج: (على أن تأجرني ثماني حجج) ولم يقل ثماني سنين.
* * * فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست