تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ١٣
بالنسيان، وما قيل: أي فارغا من كل شئ الا ذكر موسى أي صار فارغا له فإنها جميعا وجوه لا يحتمل شيئا منها السياق.
ونظير ذلك في الضعف قولهم: ان جواب لولا محذوف والتقدير لولا أن ربطنا على قلبها لا بدته وأظهرته، والوجه في تقديرهم ذلك ما قيل: ان لولا شبيهة بأدوات الشرط فلها الصدر ولا يتقدم جوابها عليها. وقد تقدمت المناقشة فيه في الكلام على قوله تعالى: (ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه) يوسف: 24.
قوله تعالى: (وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون) قال في المجمع: القص اتباع الأثر ومنه القصص في الحديث لأنه يتبع فيه الثاني الأول.
وقال: ومعنى بصرت به عن جنب أبصرته عن جنابة أي عن بعد. انتهى.
والمعنى: وقالت أم موسى لأخته اتبعي أثر موسى حتى ترين إلى م يؤل أمره فرأته عن بعد وقد أخذه خدم فرعون وهم لا يشعرون بأنها تقصه وتراقبه.
قوله تعالى: (وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون) التحريم في الآية تكويني لا تشريعي ومعناه جعله بحيث لا يقبل ثدي مرضع ويمتنع من ارتضاعها.
وقوله: (من قبل) أي من قبل حضورها هناك ومجيئها إليهم والمراضع جمع مرضعة كما قيل.
وقوله: (فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه وهم له ناصحون) تفريع على ما تقدمه غير أن السياق يدل على أن هناك حذفا كأنه قيل: وحرمنا عليه المراضع غير أمه من قبل أن تجئ أخته فكلما أتوا له بمرضع لترضعه لم يقبل ثديها فلما جاءت أخته ورأت الحال قالت عند ذلك لا فرعون: هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لنفعكم وهم له ناصحون؟
قوله تعالى: (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون) تفريع على ما تقدمه مع تقدير ما يدل عليه السياق، والمحصل أنها قالت: هل أدلكم على أهل بيت كذا فأنعموا لها بالقبول فدلتهم على أمه فسلموه إليها فرددناه إلى أمه بنظم هذه الأسباب.
(١٣)
مفاتيح البحث: الرضاع (1)، الجنابة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست