تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ١٥
أقول: والروايات من طرق الشيعة في كون الآية في أئمة أهل البيت عليهم السلام كثيرة وبهذه الرواية يظهر أنها جميعا من قبيل الجري والانطباق.
وفى نهج البلاغة: لتعطفن الدنيا عليا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها وتلا عقيب ذلك (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين).
وفى تفسير القمي في قوله تعالى: (وأوحينا إلى أم موسى) إلى آخر الآية حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال: انه لما حملت به أمه لم يظهر حملها الا عند وضعها له وكان فرعون قد وكل بنساء بني إسرائيل نساء من القبط يحفظنهن وذلك أنه كان لما بلغه عن بني إسرائيل أنهم يقولون: انه يولد فينا رجل يقال له: موسى بن عمران يكون هلاك فرعون وأصحابه على يده فقال فرعون عند ذلك: لأقتلن ذكور أولادهم حتى لا يكون ما يريدون وفرق بين الرجال والنساء وحبس الرجال في المحابس.
فلما وضعت أم موسى بموسى نظرت إليه وحزنت عليه واغتمت وبكت وقالت:
يذبح الساعة فعطف الله عز وجل قلب الموكلة بها عليه فقالت لام موسى: مالك قد اصفر لونك؟ فقالت أخاف أن يذبح ولدى فقالت: لا تخافي وكان موسى لا يراه أحد الا أحبه وهو قول الله: (وألقيت عليك محبة منى).
فأحبته القبطية الموكلة بها وأنزل الله على أم موسى التابوت، ونوديت ضعيه في التابوت فألقيه في اليم وهو البحر (ولا تخافي ولا تحزني انا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين) فوضعته في التابوت وأطبقته عليه وألقته في النيل.
وكان لفرعون قصر على شط النيل متنزه فنظر من قصره - ومعه آسية امرأته - إلى سواد في النيل ترفعه الأمواج والرياح تضربه حتى جاءت به إلى باب قصر فرعون فأمر فرعون بأخذه فاخذ التابوت ورفع إليه فلما فتحه وجد فيه صبيا فقال:
هذا إسرائيلي فألقى الله في قلب فرعون محبة شديدة وكذلك في قلب آسية.
وأراد فرعون أن يقتله فقالت آسية: لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون أنه موسى.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست