تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ١١٥
وأعلم أيضا أن الروايات السابقة مبنية على كون المراد ممن يملك الشفاعة في الآية هو الذي ينال الشفاعة أو الأعم من الشفعاء والمشفوع لهم، وأما لو كان المراد هم الشفعاء فالاخبار أجنبية منها.
وفي تفسير القمي بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قلت: قوله عز وجل: " وقالوا اتخذ الرحمن ولدا " قال: هذا حيث قالت قريش: إن لله عز وجل ولدا وأن الملائكة إناث فقال الله تبارك وتعالى ردا عليهم " لقد جئتم شيئا إدا " أي عظيما " تكاد السماوات يتفطرن منه " يعني مما قالوه ومما رموه به وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا " مما قالوه ومما رموه به " أن دعوا للرحمن ولدا " فقال الله تبارك وتعالى " وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا " واحدا واحدا.
وفي تفسير القمي بإسناده عن أبي بصير عن الصادق عليه السلام قلت: قوله عز وجل " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا " قال: ولاية أمير المؤمنين " هي الود الذي ذكره الله أقول: ورواه في الكافي بإسناده عن أبي بصير عنه عليه السلام.
وفي الدر المنثور أخرج ابن مردويه والديلمي عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى قل: اللهم اجعل لي عندك عهدا وأجعل لي عندك ودا وأجعل لي في صدور المؤمنين مودة، فأنزل الله " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا " قال: فنزلت في علي.
وفيه أخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت في علي بن أبي طالب " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا " قال: محبة في قلوب المؤمنين.
وفي المجمع: في الآية: قيل فيه أقوال: أحدها أنها خاصة في علي فما من مؤمن إلا وفي قلبه محبة لعلي عليه السلام. عن ابن عباس وفي تفسير أبي حمزه الثمالي: حدثني أبو جعفر الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلى: قل: اللهم اجعل لي عندك عهدا، واجعل لي في قلوب المؤمنين ودا، فقالهما فنزلت هذه الآية وروى نحوه عن جابر بن عبد الله.
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست