تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ١١٣
والمودة المحبة وفي الآية وعد جميل منه تعالى أنه سيجعل للذين آمنوا وعملوا الصالحات مودة في القلوب ولم يقيده بما بينهم أنفسهم ولا بغيرهم ولا بدنيا ولا بآخرة أو جنة فلا موجب لتقييد بعضهم ذلك بالجنة وآخرين بقلوب الناس في الدنيا إلى غير ذلك.
وقد ورد في أسباب النزول من طرق الشيعة وأهل السنة أن الآية نزلت في علي عليه السلام، وفي بعضها ما ورد من طرق أهل السنة أنها نزلت في مهاجري الحبشة وفي بعضها غير ذلك وسيجئ في البحث الروائي الآتي.
وعلى أي حال فعموم لفظ الآية في محله، والظاهر أن الآية متصلة بقوله السابق:
" سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا ".
(بحث روائي) في تفسير القمي بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام: في قوله " كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا " يوم القيامة أي يكون هؤلاء الذين اتخذوهم آلهة " من دون الله ضدا يوم القيامة ويتبرؤن منهم ومن عبادتهم إلى يوم القيامة.
وفي الكافي باسناده عن عبد الاعلى مولى آل سام قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام قول الله عز وجل: " إنما نعد لهم عدا: قال: ما هو عندك؟ قلت: عد الأيام قال الاباء والأمهات يحصون ذلك ولكنه عدد الأنفاس.
وفي نهج البلاغة من كلامه عليه السلام: نفس المرء خطاه إلى أجله.
وفيه قال عليه السلام: كل معدود متنقص وكل متوقع آت.
وفي الدر المنثور أخرج عبد بن حميد عن أبي جعفر محمد بن علي في قوله: " إنما نعد لهم عدا " قال: كل شئ حتى النفس.
أقول: وهي أشمل الروايات ولا يبعد أن يستفاد منها أن ذكر النفس في الروايات من قبيل ذكر المثال.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست