تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٨ - الصفحة ٣٦٧
قريب لا بمداناة، لطيف لا بتجسم، موجود لا بعد عدم، جاعل لا باضطرار، مقدر لا بحركة، مريد لا بهمامة، سميع لا بآلة، بصير لا بأداة أقول: هو عليه السلام - كما يشاهد - يثبت في صفاته وأسمائه تعالى أصل المعاني وينفي خصوصيات المصاديق الممكنة ونواقص المادة، وهو الذي قدمنا بيانه سابقا:
وهذه المعاني واردة في أحاديث كثيرة جدا مروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام وخاصة ما ورد عن علي والحسن والحسين والباقر والصادق والكاظم والرضا عليهم السلام في خطب كثيرة من أرادها فليراجع جوامع الحديث، والله الهادي.
وفي المعاني بإسناده عن حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث: فليس له شبه ولا مثل ولا عدل، ولله الأسماء الحسنى التي لا يسمى بها غيره، وهى التي وصفها الله في الكتاب فقال: " فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه " جهلا بغير علم وهو لا يعلم ويكفر وهو يظن أنه يحسن؟ فذلك قوله: " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " فهم الذين يلحدون في أسمائه بغير علم فيضعونها غير مواضعها.
أقول: والحديث يؤيد ما قدمناه في معنى كون الأسماء حسنى والالحاد فيها، وقوله عليه السلام: " لا يسمى بها غيره " أي لا يوصف بالمعاني التي جردت لها وصح تسميته بها غيره تعالى كإطلاق الخالق بحقيقة معناه الذي له تعالى لغيره، وعلى هذا القياس.
وفي الكافي بإسناده إلى معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام: في قول الله عز وجل " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " قال: نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد إلا بمعرفتنا.
أقول: ورواه العياشي عنه عليه السلام، وفيه أخذ الاسم بمعنى ما دل على الشئ سواء كان لفظا أو غيره، وعليه فالأنبياء والأوصياء عليهم السلام أسماء دالة عليه تعالى وسائط بينه وبين خلقه، ولأنهم في العبودية بحيث ليس لهم إلا الله سبحانه فهم المظهرون لاسمائه وصفاته تعالى.
وفي الكافي بإسناده عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " قال هم الأئمة.
(٣٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»
الفهرست