وأنا من الصالحين فينصرني ولا محالة، وأما أربابكم الذين تدعون من دونه فلا يستطيعون نصركم ولا نصر أنفسهم ولا يسمعون ولا يبصرون فلا قدرة لهم ولا علم.
وفي الآيات أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يخبرهم أنه من الصالحين ولم يعهد فيما يخبر به القرآن من صلاح الأنبياء مثل ذلك في غيره صلى الله عليه وآله وسلم.
وفيها التحدي على الأصنام وعبدتهم كما تحدى بذلك غيره من الأنبياء عليهم السلام.
(بحث روائي) في العيون بإسناده عن أبي الصلت الهروي عن الرضا عليه السلام في حديث: قال له المأمون: فما معنى قوله تعالى: " فلما أتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما أتاهما " فقال الرضا عليه السلام إن حواء ولدت لآدم خمس مأة بطن في كل بطن ذكرا وأنثى، وإن آدم وحواء عاهدا الله تعالى ودعواه وقالا: لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين، فلما أتاهما صالحا من النسل خلقا سويا بريئا من الزمانة والعاهة كانا يأتيهما صنفان: صنفا ذكرانا وصنفا إناثا فجعل الصنفان لله تعالى ذكره شركاء فيما آتاهما، ولم يشكراه كشكر أبويهما له عز وجل قال الله تعالى: أشهد أنك ابن رسول الله حقا.
أقول: مرجعه إلى بعض الوجوه السابقة في دفع ما اورد على الآية، وقد وردت في تفسير الآية عدة من الروايات مروية عن سمرة بن جندب وأبي وزيد وابن عباس فيها أن آدم وحواء لم يكن يعيش لهما ولد فأمرهما الشيطان أو أمر حواء أن يسمياه عبد الحارث حتى يعيش - وكان الحارث اسمه في السماء - وفي بعضها: عبد الشمس، وفي بعضها: أنه خوفها أن تلد ناقة أو بقرة أو بهيمة أخرى، وشرط لها إن سمته عبد الحارث ولدت إنسانا سويا.
الأحاديث وهي موضوعة أو مدسوسة من الإسرائيليات.
وقد روي في المجمع عن تفسير العياشي عنهم عليهم السلام: أنه كان شركهما شرك طاعة ولم يكن شرك معصية، وظاهره أنه جرى على ما يجري عليه تلك الأحاديث فحاله حالها وكيف يفرق بين الطاعة والعبادة وخاصة في مورد إبليس وقد قال تعالى:
" ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني " يس - 61، ومع ذلك فقد ذكر بعضهم أن هذه الروايات لا تدل على أزيد من الاشراك في التسمية، وليس ذلك بكفر ولا معصية، واختاره الطبري هذا.