شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ٣
لا يخفى شذاها الا على الخياشيم الجاسية والقلوب القاسية والصدور الغليلة القالية أردت ان اشرحه شرحا يذلل صعابه ويكشف نقابه ويوضح اغلاق لفظه ومعناه ويبين أعماق قشره ومغزاه وما تقاعدت في منازل تفسير ظاهره وتنزيله بل استشرفت إلى ذروة مقام باطنه وتأويله إذ التفسير بلا تأويل كصباحة بلا ملاحة بل كشبح بلا روح وقد دعاه أشرف الخلق لا كرم أحبائه بقوله اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل واستمد في ذلك باطنا وظاهرا من جنابهم واقتبس معنى وصورة من مشكاة أنوار خطابهم إذ عطاياهم لا يحمل الا مطاياهم وما ربهم لا توقر الا مراكبهم كل ذلك بعون الله وحسن توفيقه انه خير موفق ومعين قال (ع) بسم الله الرحمن الرحيم يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه في بعض النسخ اللهم يا من دلع اللهم أصله يا الله فالميم عوض عن يا ولذا لا يجتمعان وقيل أصله يا الله أمنا بالخير أي أقصدنا به فخفف بحذف حرف النداء ومتعلقات الفعل والهمزة وعلى أي تقدير فهو مجمل يفصله الأوصاف التي بعده فيكون فيه إشارة إلى مقامي التفصيل في الاجمال والاجمال في التفصيل والكثرة في الوحدة والوحدة في الكثرة والله أصله.. لمناسبة ان الدايرة أفضل الاشكال واصلها وانه لا نهاية لها لان تناهى الخط بالنقطة وان البدو والختم فيها واحد وقد تكتب بالدايرتين إشارة إلى الجمال والجلال وقد تكتب بدايرة واحدة إشارة إلى اتحاد صفاته تعالى هذه هي المناسبة بحسب الرسم واما بحسب اللفظ والنطق فلانها الجارية على أنفاس الحيوانات كلها سواء كانت أهل الذكر والعلم بالعلم التركيبي أولا بل بالعلم البسيط ثم اعرب بالضمة إشارة إلى ترفع المسمى تعالى شانه ثم تارة أشبع إشارة إلى أنه فوق التمام وانه فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى عدة ومدة وشدة فصار هو قل هو الله أحد وتارة الحق لام الاختصاص والتمليك فصار له فله الخلق والامر ثم أشبع فتح اللام إشارة إلى أن من عنده الفتوح التام فصار لاه ثم الحق لام التعريف إشارة إلى تشخصه الذاتي ومعروفيته لما سواه كما قال تعالى أفي الله شك فاطر السماوات والأرض فصار الله وفى هذا الاسم الأعظم اسرار لا تحصى وكلمة يا هي هو لان كل واحد منهما أحد عشر والعدد روح والحرف جسد فهو سار في جميع الأسماء المفتتحة بها وهي التي في التركيب الابتثى خاتمة الحروف فجعلت فاتحة الأسماء التي هي مفاتيح الغيب وفواتح الأشياء وأقدمها إشارة إلى أن الأول هو الأخر والاخر هو الأول
(٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»