بالذات يثبت توحيده فانظر انا لم نستدل في هذا المنهج القويم بغيره تعالى عليه فان الوجود الذي نستدل به على الوجوب ليس غريبا عنه بل الوجود الحقيقي كاشف عن الوجوب الذاتي بل هو هو لان الشيئية إما شيئية وجود واما شيئية مهية ولا ثالث وشيئية المهية حيثية ذاتها حيثية عدم الاباء عن الوجود والعدم ولا تليق هذه بساحة عز من لا يحوم حوله شئ من انحاء العدم ولو كان عدما عقليا تعمليا فبقى شيئية الوجود وانظر إلى شرافتها لان الوجود منبع كل شرافة ومعدن كل إنافة وانظر إلى وثاقتها وأخصريتها حيث لم نتمسك فيها ببطلان التس ولا بأخذ حدوث العالم ولا بغير هما مما يتطرق إليها المنوع ولو أثبتت المقدمات الممنوعة ولكن يطول المسافة جدا ولم ندع الوجود الذي هو أبده وأظهر من كل شئ فان عنوانه أول الاوايل في الذهن يعرفه كل غبي وصبى ومعنونه أول الاوايل في الخارج وهو الظاهر في شئ وفيئ ولم نؤثر عليه الأحفياء ولم نجعلها أوساطا في البرهان من الحدوث والامكان والحركة ونحوها مما جعلت في الطرق الأخرى مفروغا عنها مع خفاء تحققها وتعقلها الا بالاكتساب وبتوسط الوجود الخارجي والذهني في العاقل والمعقول في ابراز احكامها ومن كلمات سيد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام ألغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك أو متى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك عميت عين لا تراك ولا تزال عليها رقيبا وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا ثم من الطرق الأخرى المشهورة التي نذكر بعضها اجمالا حذرا من الملال طريقة الحدوث للمتكلمين وهي ان العالم حادث للدلايل الدالة عليه وكل حادث لابد له من محدث غير حادث دفعا للدور والتس وهو الواجب تعالى فعند المتكلم العالم أي المهيات الامكانية كأنها أظهر (وكه)؟؟ التي هي الحدوث فرأى المهيات التي شأنها الاختفاء وجعلها مفروغا عنها واخذها شيئا موضوعا مسلما واخذ الحدوث الذي من صفات الخلق ولم يعرف الوجود الحقيقي الذي هو ظاهر بالذات ومظهر لتلك المهيات واحكامها ولا نظر إلى مفهوم الوجود الذي ليس غريبا عن الحق تعالى بل يطلق عليه وهو مصداقه والموضوعية والمفروغية والبينية مائية وهلية حق الوجود فلم يعدلوا ولم يضعوا الشئ موضعه ومنها طريقة الامكان والمهية لبعض الحكماء وهي ان المهية الامكانية الموجودة الوجود والعدم بالنسبة إلى ذاتها على السواء
(١٣)