شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ٢ - الصفحة ١٢
إلى الساقة كما هو نور الله وعلم الله وقدرة الله وفى الجمع بين الصباح والليل والفلك والشمس مراعاة النظير وبين التبلج والظلمة والغيهب طباق وكذا بين النطق والتلجلج طباق اخر ولما بدل (ع) السياق وغير التوصيف من نوع إلى نوع اخر والتعبير عن سجع إلى سجع اخر أعاد (ع) ذكر الموصوف جل شانه وابرز حرف النداء ثانيا فقال (ع) يا من دل على ذاته بذاته هذه كلمة علية صدرت من معدن الولاية ومنبع الكاشفة نعم أمثال هذه الكلمات من مثل كلمة الله العليا والآية الكبرى على العالي الاعلى ليست بعزيزة وبيانها مع ضيق المقام بوجوه أولها ان الطرق إلى الله تعالى وإن كانت كثيرة بل بعدد أنفاس الخلايق لأنه تعالى ذو فضايل جمة وذو جهات نورانية لا تعد ولا تحصى لكن أشرف الطرق واوثقها وأخصرها طريقة الحكماء الإلهيين بل المتألهين الذين يستشهدون به لا بغيره عليه وهي طريقة الوجود والموجود من حيث هو موجود واما الطرق الأخرى التي يستشهد فيها بغيره فليست كك فالطريقة الحقة الإلهية بل التألهية ان يق الموجود إن كان واجبا فهو المطلوب والا استلزمه وتفصيله ان الموجود من حيث هو موجود هو الوجود لكن لا المفهوم العام البديهي بل الوجود الحقيقي الذي هو حيثية طرد العدم والاباء عنه وجهة ترتب الأثر وهو معنون هذا المفهوم ومحكى عنه به وقد ثبت في الكتب الحكمية والذوقية التألهية أصالته وانه حقيقة كل ذي حقيقة وكما أن لمفهومه عموما لا يكون شئ الا ويصدق هو عليه كك لحقيقته سعة لا يشذ شئ عن حيطتها ولا ثاني لها ولذلك لا سبب لها مطلقا لا سبب منه ولا سبب عنه ولا سبب فيه ولا سبب به ولا سبب له لاستلزام وجودها لها الخلف وكما أن لمفهومه بداهة كك لحقيقته شدة نورية وقوة ظهور لا أظهر منها وهي الظاهرة بذاتها المظهرة لغيرها فنقول الوجود الحقيقي إن كان واجبا فهو المطلوب والا استلزمه لا لأنه إذا لم يكن واجبا كان ممكنا فيلزم إما الدور واما التس أو المطلوب بل لأنه يلزم من الرفع الذي في النظرة الأولى وهي حمقاء الوضع في النظرة الثانية بلا مؤنة زائدة لان حقيقة الوجود لا يتطرق إليها الامكان بمعنى سلب الضرورتين ولا بمعنى جواز الطرفين ولا بمعنى تساوى النسبتين بناء على بطلان الأولوية لان ثبوت الشئ لنفسه ضروري وسلبه عن نفسه محال ونسبة الشئ إلى نفسه كيف تساوى نسبة نقيضه إليه ولا يتطرق إليه الافتقار والتعلق بوجود لأن المفروض الحقيقة بقول مرسل وكل حقيقة جامعة لجميع ما هو من سنخها عرية بذاتها عما هو من غرايبها وغرايب الوجود ما هو من سنخ العدم وبهذه الطريقة كما يثبت وجود واجب الوجود
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»