نواصيهم يا من بطن فخبر أي كان لطيفا نافذا نوره في أعماق كل شئ وبواطن كل حي فكان خبيرا عالما بها كما قال تعالى الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير يا من عبد فشكر يا عصى فغفر وفى هذا دلالة على جواز الغفران عن الكباير بدون التوبة لان العقاب حقه فجاز اسقاطه ولأنه لا ضرر عليه في تركه فحسن اسقاطه وفى الدعاء اللهم ان الطاعة تسرك والمعصية لا تضرك فهب لي ما يسرك واغفر لي ما لا يضرك يا ارحم الراحمين خلافا للمعتزلة حيث منعوا عن المغفرة عن الكباير بدون التوبة ان قيل يجوز ان يحمل على المغفرة عن الصغاير أو عن الكباير بعد التوبة قلنا هذا خلاف الظاهر لا يصار إليه بلا دليل وفى السمعيات من الكتاب والسنة ونظايره كثيرة يا من لا يحويه الفكر يا من لا يدركه بصر يا من لا يخفى عليه اثر يا رازق البشر يا مقدر كل قدر سبحانك الخ اللهم إني أسئلك بسمك يا حافظ يا بارئ يا ذارئ من ذرأ أي خلق ومنه قوله تعالى ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس أو من ذرء الشئ أي كثره ومنه الذرية لنسل الثقلين ومنه قوله تعالى هو الذي ذرأكم في الأرض واليه تحشرون يا باذخ البذخ محركة الكبر بذخ كفرح وتبذخ تكبر وعلا وشرف باذخ عال وجبال بواذخ كذا في ق فالباذخ كالمتكبر في أسماء الله يا فارج يا فاتح يا كاشف يا ضامن يا أمر يا ناهى سبحانك الخ يا من لا يعلم الغيب الا هو لا يقال كثير من الأنبياء والأولياء كانوا يخبرون بالغيب وكيف هذا الحصر لأنا نقول المراد بالغيب في هذا الاسم الشريف الغيب المطلق أعني كنه ذاته الذي لا يعلمه الا هو ولهذا يقال له الغيب المصون والغيب المكنون وفى الحقيقة هو الغيب الحقيقي دون ما عداه فان كل ما في عالم من عوالم الغيب غيب على سكان عالم اخر شهادة بالنسبة إلى سكان نفسه كما أن مدركات الخيال غيب على الحواس الظاهرة لا على نفسه أو على الاعلى منه ومدركات العقل غيب على الحواس الباطنة أيضا لا على نفسه أو على الاعلى منه بل شهادة في الموضعين بل في عالم الشهادة ما في بلدة غيب على ما في بلدة أخرى فمن علم شيئا من هذه علم أمرا شهاديا لا أمرا غيبيا أو نقول المراد انه لا يعلم الممكن الغيب من قبل نفسه وهذا لا ينافى ان يعلم بتعليم الله وبنوره فبالنور الوارد من عند الله إذا علم غيبا فهو علمه بالحقيقة لا من ورد عليه النور فذلك العلم
(٢٧٣)